الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
نفز: نَفزَ الظَّبْيُ يَنْفِزُ نَفْزاً ونُفُوزاً ونَفَزاناً إِذا وَثَبَ في عَدْوِه، وقيل: رفع قوائمه معاً ووضعها معاً، وقيل: هو أَشَدُّ إِحضاره، وقيل: هو وَثْبُهُ ووقوعُه مُنْتَشِرَ القوائم، فإِن وقع مُنْضَمَّ القوائم فهو القَفْزُ. وقال ابن دريد: القَفْزُ انضمام القوائم في الوثب، والنَّفْزُ انتشارها. وقال الأَصمعي: نَفَزَ الظبيُ يَنْفِزُ وأَبَزَ يَأْبِزُ إِذا نَزا في عَدْوِه. وقال أَبو زيد: النَّفْزُ أَن يجمع قوائمه ثم يَثِبَ؛ وأَنشد: إِراحَةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ أَبو عمرو: والنَّفْزُ عَدْو الظبي من الفَزَعِ. والنَّوافِزُ: القوائم، واحدتها نافِزَةٌ؛ قال الشماخ: هَتُوفٌ إِذا ما خالَطَ الظَّبْيَ سَهْمُها *** وإِن رِيغَ منها أَسْلَمَتْه النَّوافِزُ يعني القوائم، والمعروف النَّواقِزُ. والمرأَة تُنَفِّزُ ولدها أَي تُرَقِّصُه، ونَفَّزَتْهُ أَي رَقَّصَتْهُ. والتَّنْفِيزُ والإِنْفازُ: إِدارة السهم على الظُّفُر ليُعْرَفَ عَوَجُه من قِوامِه، وقد أَنْفَزَ السهمَ ونَفَّزَه تَنْفِيزاً؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: يُحَزْنَ إِذا أُنْفِزْنَ في ساقِطِ النَّدى *** وإِن كانَ يوماً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا التهذيب: التَّنْفِيزُ أَن تضع سهماً على ظُفُرك ثم تُنَفِّزَه بيدك الأُخرى حتى يدور على الظفر ليستبين لك اعوجاجه من استقامته. والنَّفِيزَةُ: الزُّبْدَةُ المتفرقة في المِمْخَضِ لا تجتمع. ونَفَزَ الرجلُ: مات.
نقز: النَّقَزُ والنَّقَزَانُ: كالوَثَبانِ صُعُداً في مكان واحد، نَفَزَ الظَّبْيُ، ولم يُخَصِّصِ ابنُ سِيدَهْ شيئاً بل قال: نَقَزَ يَنْقُز ويَنْقِزُ نَقْزاً ونَقَزاناً ونِقازاً، ونَقَزَ: وَثَبَ صُعُداً، وقد غلب على الطائر المعتادِ الوَثْبِ كالغراب والعصفور. والتَّنْقِيزُ: التوثيب. والنَّقَّازُ، والنُّقَّاز كلاهما: العصفور، سمي به لنَقَزانِه، وقيل: الصغير من العصافير، وقيل: هما عصفور أَسود الرأْس والعنق وسائره إِلى الوُرْقَةِ. قال عمرو بن بَحْر: يسمى العصفور نَقَّازاً، وجمعه النَّقاقيزُ، لنَقَزانِه أَي وَثْبه إِذا مشى؛ والعصفورُ طَيَرانُه نَقَزانٌ أَيضاً لأَنه لا يسمح بالطيران كما لا يسمح بالمشي، قال: والخُرَّقُ والقُبَّرُ والحُمَّرُ كلها من العصافير. وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: كان يُصلي الظُّهْرَ والجَنادِبُ تَنْقُزُ من الرَّمْضاء أَي تَقْفِزُ وتَثِبُ من شدة حرارة الأَرض؛ ومنه الحديث: تَنْقُزانِ القِرَبُ على مُتُونِهما أَي تحملانها وتَقفِزانِ بها وَثْباً؛ ومنه الحديث: فرأَيتُ عَقِيصَتَيْ أَبي عُبَيْدَةَ تَنْقُزانِ وهو خَلْفَه، وقد استُعمل النَّقْزُ في بَقَر الوحش؛ قال الراجز: كأَنَّ صِيرانَ المَها المُنَقَّزِ والنُّقازُ: داء يأْخذ الغنم فتَثْغُو الشاة منه ثَغْوَةً واحدة وتَنْزُو وتَنْقُزُ فتموت، مثل النُّزاءِ، وقد انْتَقَزَتِ الغَنَمُ. والنَّواقِزُ: القوائم لأَن الدابة تَنْقُزُ بها، وفي المصنف: النَّواقِزُ؛ وكذلك وقع في شعر الشماخ: هَتوف إِذا ما خالط الظبيَ سهمُها، وإِن ريغ منها أَسلمته النواقز ويروى: النواقز. والنَّقَزُ: الرديء الفَسْلُ. والنَّقْزُ والنِّقَزُ، بالتحريك: الخسيس والرُّذالُ من الناس والمال، واحدة النَّقَزِ نَقَزَةٌ، قال ابن سيده: ولم أَسمع للنَّقَزِ بواحد؛ وأَنشد الأَصمعي: أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ، ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ والنَّقَزُ من الناس: صغارهم ورُذالُهُم. وانْتَقَزَ له مالَه: أَعطاه خسيسه. وما لفلان بموضع كذا نُقْزٌ ونُقْرٌ أَي بئر أَو ماء؛ الضم عن ابن الأَعرابي، بالزاي والراء، ولا شِرْبٌ ولا مِلْكٌ ولا مَلْكٌ ولا مُلُكٌ ولا مَلَكٌ. ومَلَكَنا الماءُ أَي أَرْوانا. ونَقَزَه عنهم: دفعه؛ عن اللحياني. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: ما كان الله ليُنْقِزَ عن قاتل المؤمن أَي ليُقْلِعَ ويَكُفَّ عنه حتى يُهْلكه. وقد أَنْقَزَ عن الشيء إِذا كَفَّ وأَقْلَعَ. ابن الأَعرابي: أَنْقَزَ الرجلُ إِذا دام على شُرْب النَّقِزِ، وهو الماء العذب الصافي. والنَّقَزُ والنَّقِزُ: اللَّقَبُ. وأَنْقَزَ إِذا وقع في إِبله النُّقازُ، وهو داء. وأَنْقَزَ عَدُوَّه إِذا قتله قتلاً وَحِيًّا. وأَنْقَزَ إِذا اقْتَنَى النَّقَزَ من رديء المال، ومثله أَقْمَزَ وأَغْمَزَ. أَبو عمرو: انْتَقَزَ له شَرَّ الإِبل أَي اختار له شرها. وعَطاء ناقِزٌ وذو ناقِزٍ إِذا كان خسيساً؛ وأَنشد: لا شَرَطٌ فيها ولا ذُو ناقِزِ، قاظَ القَرِيَّاتِ إِلى العَجالِزِ
نكز: نَكَزَتِ البئرُ تَنْكُزُ نَكْزاً ونُكُوزاً وهي بئر نَكِزٌ وناكِزٌ ونَكُوز: قَلَّ ماؤها، وقيل: فَنِيَ ماؤها؛ وفيه لغة أُخرى: نَكِزَتْ، بالكسر، تَنْكَزُ نَكَزاً ونَكَّزَها هو وأَنْكَزَها: أَنْفَذَ ماءَها، وأَنْكَزَها أَصحابُها؛ قال ذو الرمة: على حِمْيَرِيَّاتٍ كأَنَّ عُيونَها ذِمامُ الرَّكايا، أَنْكَزَتْها المَواتِحُ وجاء مُنْكِزاً أَي فارغاً من قولهم: نَكَزَتِ البئرُ؛ عن ثعلب. وقال ابن الأَعرابي: مُنْكِزاً وإِن لم نسمعهم قالوا: أَنْكَزَتِ البئرُ ولا أَنْكَزَ صاحِبُها. ونَكَزَ ونَكِزَ البحرُ: نقص. وفلانٌ بمَنْكَزَةٍ من العَيْشِ أَي ضيق. والنَّكْزُ: الدفع والضرب، نَكَزَهُ نَكْزاً أَي دفعه وضربه. والنَّكْزُ: طعن بطَرَفِ سنانِ الرمح. والنَّكْزُ: الطعن والغَرْزُ بشيء مُحَدَّدِ الطَّرَف، وقيل: بطرف شيء حديد. ونَكَزَتْه الحية تَنْكُزُه نَكْزاً وأَنْكَزَتْه: طعنته بأَنفها؛ وخص بعضهم به الثعبان والدَّسَّاسَةَ. والنَّكَّازُ: ضرب من الحيات يَنْكُزُ بأَنفه ولا يَعَضُّ بفيه ولا يُعرف رأْسه من ذنبه لدقة رأْسه. أَبو زيد: النَّكْزُ من الحية بالأَلف، والنَّكْزُ من كل دابة سوى الحية العَضُّ. قال أَبو الجَرَّاح: يقال للدَّسَّاسَةِ من الحيات وَحْدَها: نَكَزَتْه، ولا يقال لغيرها. الأَصمعي: نَكَزَتْه الحية ووَكَزَتْه ونَشَطَتْه ونَهَشَتْه بمعنى واحد. أَبو زيد: نَكَزَتْه الحية أَي لسعته بأَنفها، فإِذا عضته الحية بأَنيابها قيل: نشَطَتْه؛ قال رؤبة: لا تُوعِدَنّي حَيَّةً بالنَّكْزِ وقيل: النَّكْزُ أَن يَطْعُنَ بأَنفه طَعْناً. ثم النَّكَّازُ حية لا يُدْرَى ما ذنبها من رأْسها ولا تَعَضُّ إِلا نَكْزاً أَي نَقْزاً؛ ابن شميل: سُمِّيَ نَكَّازاً لأَنه يطعن بأَنفه وليس له فم يَعَضُّ به، وجمعه النَّكاكِيزُ والنَّكَّازاتُ. ونَكَزَ الدابةَ بعَقِبه: ضربها يَسْتَحِثُّها. والنَّكْزُ: العَضُّ من كل دابة؛ عن أَبي زيد. الكسائي: نَكَزَتْه ووَكَزَتْه ولهَزَتْه ونَفَتَتْه بمعنى واحد.
نهز: نَهَزَه نَهْزاً: دفعه وضربه مثل نَكَزَه ووَكَزَه. وفي الحديث: من توضأَ ثم خرج إِلى المسجد لا يَنْهَزُه إِلاَّ الصلاةُ غفر له ما خلا من ذنبه؛ النَّهْزُ: الدفعُ، يقال: نَهَزْتُ الرجلَ أَنْهَزُه إِذا دفعته، ونَهَزَ رأْسَه إِذا حَرَّكه؛،ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: من أَتى هذا البيتَ ولا يَنْهَزُه إِليه غيرُه رَجَع وقد غُفِرَ له؛ يريد أَنه من خرج إِلى المسجد أَو حج ولم ينو بخروجه غير الصلاة والحج من أُمور الدنيا. ومنه الحديث: أَنه نَهَزَ راحِلَتَه أَي دفعها في السير. ونَهَزَتِ الدابةُ إِذا نهضت بصدرها للسير؛ قال: فلا يَزالُ شاحِجٌ يَأْتِيكَ بِجْ، أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَ تِجْ والنَّهْزُ: التَّناوُل باليد والنُّهوضُ للتناول جميعاً. والناقةُ تَنْهُزُ بصدرها إِذا نهضت لتَمْضِيَ وتسير؛ وأَنشد: نَهُوزٌ بأُولاها زَجُولٌ بصَدْرِها والدابة تَنْهَزُ بصدرها إِذا ذَبَّتْ عن نفسها؛ قال ذو الرمة: قِياماً تَذُبُّ البَقَّ عن نُخَراتِها بِنَهْزٍ، كإِيماءِ الرُّؤوسِ المَواتِعِ الأَزهري: النُّهْزَةُ اسم للشيء الذي هو لك مُعَرَّض كالغنيمة. والنُّهْزَةُ: الفُرْصَةُ تجده من صاحبك. ويقال: فلان نُهْزَةُ المُخْتَلِسِ أَي هو صيد لكل أَحد؛ ومنه حديث أَبي الدَّحْداحِ: وانْتَهَزَ الحَقَّ إِذا الحَقُّ وَضَحْ أَي قلبه وأَسرع إِلى تناوله. وحديث أَبي الأَسود: وإِن دُعِيَ انْتَهَزَ. وتقول: انْتَهِزُها قد أَمْكَنَتْكَ قبل الفَوْتِ. والمُناهَزَةُ: المُبادَرَةُ. يقال: ناهَزْتُ الصيدَ فَقَبَضْتُ عليه قبل إِفلاته. وانْتَهَزَها وناهَزَها: تناولها من قُرْب وبادرها واغتنمها، وقد ناهَزَتْهُم الفُرَصُ؛ وقال: ناهَزْتُهُمْ بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ وتَناهَزَ القومُ: كذلك؛ أَنشد سيبويه: ولقز عَلِمْتُ، إِذا الرِّجالُ تَناهَزُوا، أَيِّي وأَيُّكمُ أَعَزُّ وأَمْنَعُ ويقال للصبي إِذا دنا للفطام: نَهَزَ للفطام، فهو ناهِزٌ، والجارية كذلك، وقد ناهَزا؛ وأَنشد: تُرْضِعُ شِبْلَيْن في مَغارِهما، قد ناهَزا للفِطامِ أَو فُطِما وناهَزَ فلانٌ الحُلُمَ ونَهَزَه إِذا قاربه. وناهَزَ الصبي البلوغَ أَي داناه. ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: وقد ناهَزْتُ الاحتلامَ. وناهَزَ الخمسين: قارَبها. وإِبل نَهْزُ مائةٍ ونِهازُ مائة ونُهازُ مائة أَي قُرابَتُها. الأَزهري: كان الناس نَهْزَ عشرة آلافٍ أَي قُرْبَها. وفي الحديث: أَن رجلاً اشترى من مال يَتامَى خمراً فلما نزل التحريم أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فعرّفه فقال: أَهْرِقُها. وكان المالُ نَهْزَةَ عشرة آلاف أَي قُرْبَها، وحقيقته كان ذا نَهْز. ونَهَز الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمه: مثل لهَزَه. الأَزهري: وفلان يَهْنَزُ دابته نَهْزاً ويَلْهَزُها لَهْزاً إِذا دفعها وحركها. الكسائي: نَهَزَه ولَهَزَه بمعنى واحد. ونَهَزَ الناقةَ يَنْهَزُها نَهْزاً: ضرب ضَرَّتَها لِتَدِرَّ صُعُداً. والنَّهُوزُ من الإِبل: التي يموت ولدها فلا تَدِرُّ حتى يُوجَأَ ضَرْعُها. وناقة نَهُوزٌ: لا تَدِرُّ حتى يُنْهَزَ لَحْياها أَي يُضْرَبا؛ قال:أَبْقَى على الذُّلِّ من النَّهُوزِ وأَنْهَزَتِ الناقةُ إِذا نَهَزَ ولدُها ضَرْعَها؛ قال: ولكِنَّها كانت ثلاثاً مَياسِراً، وحاِلَ حُولٍ أَنْهَلَتْ فأَحَلَّتِ ورواه ابن الأَعرابي: أَنْهَزَتْ ولا وجه له. ونَهَزْتُ بالدَّلو في البئر إِذا ضربت بها إِلى الماء لتمتلئَ. ونَهَزَ الدَّلْوَ يَنْهَزُها نَهْزاً: نزع بها؛ قال الشَّمَّاخ: غَدَوْنَ لها صُعْرَ الخُدُودِ، كما غَدَتْ، على ماء يَمْؤُودَ، الدِّلاءُ النَّواهِزُ يقول: غدت هذه الحمر لهذا الماء كما غدت الدلاء النواهز لماء يَمْؤُودَ، وقيل: النَّواهِزُ اللواتي يُنْهَزْنَ في الماء أَي يُحَرَّكْنَ ليمتلئن، فاعل بمعنى مفعول، والأَوّل أَفضل. وهما يَتناهَزانِ إِمارَةَ بلد كذا أَي يَبْتَدِرانِ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَتاه الجارودُ وابنُ سَيَّارٍ يَتَناهَزان إِمارَةً أَي يتبادران إِلى طلبها وتناولها؛ ومنه حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: سَيَجِدُ أَحدُكم امرأَته قد ملأَت عِكْمَها من وَبَرِ الإِبل فلْيُناهِزْها وليقطعْ وليُرْسِلْ إِلى جاره الذي لا وَبَرَ له أَي يبادرها ويسابقها إِليه. نَهَزَ الرجلُ: مَدَّ بعُنُقِه وناءَ بصدره ليَتَهَوَّعَ؛ ومنه حديث
عطاء: أَو مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَي يقذفه؛ والمَصْدُور: الذي بِصَدْرِه وجع. ونَهَزَ: مَدَّ عُنُقَه وناءَ بصدره ليَتَهَوَّع. ويقال: نَهَزَتْني إِليك حاجةٌ أَي جاءت بي إِليك؛ وأَصل النَّهْز: الدفع، كأَنها دفعتني وحَرَّكَتْني. وناهِزٌ ومُناهِزٌ ونُهَيْز: أَسماء.
نوز: التهذيب: وروى شمر عن القَعْنَبيّ عن حِزام ابن هشام عن أَبيه قال: رأَيت عمر، رضي الله عنه، أَتاه رجل من مُزَيْنَةَ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمادَةِ فشكا إِليه سُوءَ الحال وإِشرافَ عِيالِه على الهلاك، فأَعطاه ثلاثةَ أَنيابٍ حَتائر وجعل عليهن غرائر فيهن رِزَمٌ من دَقِيق ثم قال له: سِرْ فإِذا قدمت فانحر ناقة فأَطعمهم بوَدَكِها ودقيقها، ولا تكثر إِطعامهم في أَول ما تطعمهم ونَوِّزْ؛ فلَبِثَ حيناً ثم إِذا هو بالشَّيْخ فقال: فعلتُ ما أَمرتني وأَتى الله بالحَيا فبعْتُ ناقتين واشتريت للعيال صُبَّةً من الغنم فهي تَروح عليهم؛ قال شمر: قال القَعْنبي قوله نَوِّزْ أَي قَلِّلْ؛ قال شمر: ولم أَسمع هذه الكلمة إِلا له، وهو ثقة.
هبز: هَبَزَ يَهْبِزُ هَبْزاً وهُبُوزاً وهَبَزاناً: مات، وقيل: هلك فَجْأَةً، وقيل: هو الموت، أَيّاً كان؛ وكذلك قَحَزَ يَقْحَزُ قُحُوزاً: مات. الهَبْزُ: ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وارتفع ما حوله، وجمعه هُبُوزٌ، والراء أَعلى.
هبرز: الهِبْرِزِيُّ: الإِسْوارُ من أَساوِرَة فارسَ؛ قال ابن سيده: أَعني بالإِسْوارِ الجَيِّدَ الرَّمْي بالسهام، في قول الزَّجَّاج، أَو هو الحَسَنُ الثَّبات على ظهر الفرس، في قول الفارسي. ورجل هِبْرِزِيٌّ: جميل وَسِيم، وقيل: نافذ. وخُفٌّ هِبْرِزِيٌّ: جَيِّد؛ يمانية. وكل جميل وسيم عند العرب هِبْرِزِيٌّ مثل هِبْرِقِيٍّ. ابن الأَعرابي: الهِبْرِِزيُّ الدينار الجديد؛ وأَنشد لرجل رثى ابناً له: فما هِبْرِزِيٌّ من دَنانِير أَيْلَةٍ، بأَيْدِي الوُشاةِ ناصِعٌ يَتَأَكَّلُ قال: الوشاةُ ضَرَّابو الدنانير. يَتَأَكَّلُ: يأْكل بعضه بعضاً من حُسْنِه. والهِبْرِزِيُّ والإِبْرِزِيُّ: الذهب الخالص، وهو الإِبرِيزُ؛ وقول العُجَيْر أَنشده الإِيادِيُّ: فإِن تَكُ أُمُّ الهِبْرِزِيِّ تَمَصَّرَتْ عِظامي، فمنها ناحِلٌ وحَسِيرُ قال: أُم الهِبْرِزِيِّ الحُمَّى. الليث: الهِبْرِزِيُّ الجَلْدُ النافذُ. والهِبْرِزِيُّ: الأَسد؛ ومنه قوله: بها مِثْل مَشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ قال: وقال ذو الرمة يصف ماء: خَفِيف الجَبَا لا يَهْتَدِي في فَلاتِهِ من القومِ إِلا الهِبْرِزِيُّ المُغامِسُ قال: كلُّ مِقْدامٍ هِبْرِزِيٌّ من كل شيء.
هجز: الهَجْزُ: لغة في الهَجْسِ، وهي النَّبْأَةُ الخَفِيَّة.
هرز: هَرْوَزَ الرجلُ والدابةُ هَرْوَزَةً: ماتا؛ قال الأَزهري: هو فَعْوَلَةٌ من الهَرْزِ. وروي عن ابن الأَعرابي: هَرِزَ الرجلُ وهُرِئَ إِذا مات. وفي الحديث: أَنه قضى في سَيْلِ مَهْزُورٍ أَن يُحْبَس حتى يبلغ الماءُ الكَعْبَين؛ مَهْزُورٌ: وادي قُرَيْظَة بالحجاز، وأَما بتقديم الراء على الزاي فموضِعُ سُوقِ المدينة تصدّق به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين.
هرمز: الهُرْمُزُ والهُرْمُزانُ والهارَمُوزُ: الكبير من ملوك العجم. وفي التهذيب: هُرْمُزْ من أَسماء العجم. ورَامَهُرْمُز: موضع، ومن العرب من يبنيه على الفتح في جميع الوجوه، ومنهم من يعربه ولا يصرفه، ومنهم من يضيف الأَول إِلى الثاني ولا يصرف الثاني ويُجْرِي الأَول بوجوه الإِعراب. والشَّيْخُ يُهَرْمِزُ، وهَرْمَزَتُهُ: لَوْكَتُهُ لُقْمَتَه في فيه لا يُسِيغه وهو يديره في فيه.
هزز: الهَزُّ: تحريك الشيء كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب وتَهْتَزُّ، وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ به وهَزَّزَهُ. وفي التنزيل العزيز: وهُزِّي إِليك بِجِذْعِ النخلة؛ أَي حَرِّكِي. والعرب تقول: هَزَّه وهَزَّ به إِذا حركه؛ ومثله: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخطام وتَعلَّق زيداً وتَعَلَّق بزيد؛ قال ابن سيده: وإِنما عَدَّاه بالباء لأَنَّ في هُزِّي معنى جُرِّي؛ وقال المتنخل الهُذَليُّ: قد حال بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ مِسْعٌ، لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ مؤَوِّبة: ريح تأْتي ليلاً، وقد اهْتَزَّ؛ ويستعار فيقال: هَزَزْتُ فلاناً لخير فاهْتَزَّ، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حركته فتحرك؛ قال: كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ، كذاك السَّيِّدُ النَّزّ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: اهْتَزَّ العرشُ لموت معاذ؛ قال ابن شميل: اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ؛ ؤأَنشد: كريم هُزَّ فاهْتَزّ وقال بعضهم: أُريد بالعرش ههنا السرير الذي حمل عليه سعد بن معاذ حين نقل إِلى قبره، وقيل: هو عرش الله ارتاح واستبشر لكرامته على ربه أَي لروح سعد بن معاذ حين رفع إِلى السماء، والله أَعلم بما أَراد. قال ابن الأَثير: الهَزُّ في الأَصل الحركة، واهْتَزَّ إِذا تحرك، فاستعمله على معنى الارتياح، أَي ارتاح لصعوده حين صُعِدَ به واستبشر لكرامته على ربه. وكل من خَفَّ لأَمر وارتاح له، فقد اهتز له؛ وقيل: أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش بموته. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فانطلقنا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ أَي نُسْرِعُ السَّيْرَ بهما، ويروى: نَهِزُ من الوَهْزِ، وهو مذكور في موضعه. وأَخَذَتْهُ لذلك الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وحركة. واهْتَزَّ النبات: تَحَرَّك وطال. وهَزَّتْه الريح والرِّيُّ: حَرَّكاه وأَطالاه. واهتَزَّت الأَرضُ: تحركت وأَنبتت. وفي التنزيل العزيز: فإِذا أَنزلنا عليها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ؛ اهتزت أَي تحركت عند وقوع النبات بها، ورَبَتْ أَي انتفخت وعَلَتْ. وفي الحديث: إِني سمعت هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى أَي صوت دورانها. والهَزُّ والهَزِيزُ في السير: تحريك الإِبل في خِفَّتِها. وقد هَزَّها السيرُ وهَزَّها الحادي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي إِذا تحركت في سيرها بِحُدائِه. الأَصمعي: الهِزَّةُ من سير الإِبل أَن يَهْتَزَّ المَوْكِبُ. قال النضر: يَهْتَزّ أَي يُسْرِع. ابن سيده: الهِزَّة أن يتحرك الموكِبُ وقد اهْتَزَّ؛ قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ: أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيْـ *** ـيَةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُها واهْتِزازُ الموكب أَيضاً وخَلَبَتُهُم. وهَزِيزُ الريح: دَوِيُّها عند هَزِّها الشجرَ؛ يقال: الريح تُهَزِّزُ الشجر فَيَتَهَزَّزُ؛ وهَزْهَزَهُ أَي حركه فَتَهَزْهَزَ. وهَزِيزُ الريح: صوتُ حَرَكَتِها؛ قال امرؤُ القيس: إِذا ما جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه، تقولُ: هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ وهِزَّانُ بن يَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ من الهِزَّة؛ قال الشاعر: وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ وقيل: هِزَّانُ قبيلة معروفة، وقيل: هِزَّان قبيلة من العرب. وهَزْهَزَ الشيءَ: كَهزَّه. والهَزْهَزَةُ: تحريك الرأْس. والهَزْهَزةُ: تحريك البلايا والحروب للناس. والهَزاهِزُ: الفتن يَهْتَزُّ فيها الناس. وسيف هَزْهازٌ وسيف هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ: صافٍ. وماء هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ وهَزْهازٌ: يَهْتَزُّ من صفائه. وعَيْنٌ هُزْهُزٌ: كذلك. وماء هُزَهِزٌ في اهْتِزازِه إِذا جَرى، ونَهْرٌ هُزْهُزٌ، بالضم؛ وأَنشد الأَصمعي: إِذا اسْتَراثَتْ ساقياً مُسْتَوْفِزا بَجَّتْ من البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا قال ثعلب: قال أَبو العالية: قلت للغَنَويِّ ما كان لك بنَجْدٍفقال: ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قلت: فما أَخرجك عنهافقال: إِن بني عامر جعلوني على حِنْدِيرَةِ أَعينهم يريدون أن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب. والمَجَمُّ: موضع جُموم الماء أَي توفُّره واجتماعه. وقوله: أَن يختفوا دميه أَي يقتلوني ولا يُعْلَم بي. وبعير هُزاهِزٌ: شديد الصوت؛ وقال الباهلي في قول الراجز: فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ، تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجازْ أَراد أَن هذه الإِبل وردت ماءً هَزْهازاً كالسيف اليماني في صفائه. أَبو عمرو: بئر هُزْهُزٌ بعيدة القَعر؛ وأَنشد: وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا وقول أَبي وَجْزَةَ: والماءُ لا قَسْمٌ ولا أَقْلادُ، هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ، لا هُنَّ أَمْلاحٌ ولا ثِمادُ قيل: ماء هَزْهازٌ إِذا كان كثيراً يَتَهَزْهَزُ، واهْتَزَّ الكوكبُ يف انْقِضاضِه، وكوكب هازٌّ. والهِزَّةُ، بالكسر: النَّشاط والارتياح وصوت غليان القِدْرِ. ويقال: تَهَزْهَزَ إِليه قلبي أَي ارتاح وهَشَّ؛ قال الراعي: إِذا فاطَنَتْنا في الحديث تَهَزْهَزَتْ إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ والهَزائِزُ: الشدائد؛ حكاها ثعلب قال: ولا واحد لها.
هزبز: الهَزَنْبَزُ والهَزَنْبَزانُ والهَزَنْبَزانِيُّ، كلُّه: الحديدُ، حكاه ابن جني بزايين، قال: وهي من الأَمثلة التي لم يذكرها سيبويه.
همز: هَمَزَ رأْسه يَهْمِزُه هَمْزاً: غَمَزَه، وقد هَمَزْتُ الشيءَ في كفي؛ قال رؤبة: ومن هَمَزْنا رأْسَه تَهَشَّما وهَمَزَ الجَوْزَة بيده يَهْمِزُها: كذلك. وهَمَزَ الدابة يَهْمِزُها هَمْزاً: غَمَزَها. والمِهْمازُ: ما هُمِزَتْ به؛ قال الشماخ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها، كما قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ أَراد المهاميز، فحذف الياء ضرورة. قال ابن سيده: وقد يكون جمع مِهْمَزٍ. قال الأَزهري: وهَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ، قال شمر: والمَهامِزُ عِصِيٌّ، واحدتها مِهْمَزَة، وهي عصاً في رأْسها حديدة يُنخس بها الحمار؛ قال الأَخطل: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ، وجارُهُمْ يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ أَبو الهيثم: المهامز مقارع النَّخَّاسِين التي يَهْمِزُون بها الدواب لتُسْرِعَ، واحدتها مِهْمَزة، وهي المِقْرَعَةُ. والمِهْمَزُ والمِهْمازُ: حديدة تكون في مؤخر خُف الرائض. والهَمْزُ مثل الغَمْزِ والضَّغْطِ، ومنه الهَمْزُ في الكلام لأَنه يُضْغَط. وقد هَمَزْتُ الحَرْفَ فانْهَمَز، وقيل لأَعرابي: أَتَهْمِزُ الفار؟ فقال: السِّنَّورُ يَهْمِزُها. والهَمْزُ مثل اللَّمْزِ. وهَمَزَهُ: دفعه وضربه. وهَمَزْتُه ولَمَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه إِذا دفعته؛ قال رؤبة: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا على اسْتِهِ زَوْبَعَةً، أَو زَوْبَعا تبركع الرجل إِذا صُرعَ فوقع على استه. وقوسٌ هَمُوزٌ وهَمَزَى، على فَعَلى: شديدة الدفع والحَفْزِ للسهم؛ عن أَبي حنيفة، وأَنشد لأَبي النجم وذكر صائداً: نَحا شمالاً هَمَزَى نَصُوحا، وهَتَفَى مُعْطِيَةً طَرُوحا ابن الأَنباري: قوس هَمَزَى شديدة الهَمْزِ إِذا نُزِعَ عنها. وقوسٌ هَتَفَى: تَهْتِفُ بالوَتَرِ. والهَامِزُ والهُمَّازُ: العَيَّابُ. والهُمَزَةُ مثله، ورجل هُمَزَةٌ وامرأَة هُمَزَةٌ أَيضاً. والهَمَّاز والهُمَزَة: الذي يَخْلُف الناسَ من ورائهم ويأْكل لحومهم، وهو مثل العُيَبَةِ، يكون ذلك بالشِّدْقِ والعين والرأْس. الليث: الهَمَّازُ والهُمَزَة الذي يَهْمِزُ أَخاه في قفاه من خَلْفِه، واللَّمْزُ في الاستقبال. وفي التنزيل العزيز: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ؛ وفيه أَيضاً: ويلٌ لكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ، وكذلك امرأَة هُمَزَة لُمَزَةٌ لم تَلْحَق الهاءُ لتأْنيث الموصوف بما فيه، وإِنما لحقت لإِعلام السامع أَن هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأْنيث الصفة أَمارة لما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة. ابن الأَعرابي: الهُمَّازُ العَيَّابُونَ في الغيب، واللُّمَّازُ المغتابون بالحضرة؛ ومنه قوله عز وجل: ويلٌ لكل هُمَزة لمزة. قال أَبو إِسحق: الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس ويَغُضُّهم؛ وأَنشد: إِذا لَقِيتُك عن شَحْطٍ تُكاشِرُني، وإِن تَغَيَّبْتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ ابن الأَعرابي: الهَمْزُ الغَضُّ، والهَمْزُ الكَسْرُ، والهَمْزُ العَيْبُ. وروي عن أَبي العباس في قوله تعالى: ويل لكل همزة لمزة؛ قال: هو المَشَّاءُ بالنميمة المُفَرِّقُ بين الجماعة المُغْري بين الأَحبة. وهَمَزَ الشيطانُ الإِنسانَ هَمْزاً: هَمَسَ في قلبه وَسْواساً. وهَمَزاتُ الشيطان: خَطَراتُه التي يُخْطِرُها بقلب الإِنسان. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان إِذا استفتح الصلاة قال: اللهم إِني أَعوذ بك من الشيطان الرجيم من هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه قيل: يا رسول الله، ما هَمْزه ونَفْثُه ونَفْخه؟ قال: أَما هَمْزُه فالمُوتَةُ، وأَما نفثه فالشِّعْرُ، وأَما نفخُه فالكِبْرُ؛ قال أَبو عبيد: المُوتَةُ الجُنُون، قال: وإِنما سماه هَمْزاً لأَنه جعله من النَّخْسِ والغمز. وكلُّ شيء دفعته، فقد هَمَزْتَهُ. وقال الليث: الهَمْز العَصْر. يقال: هَمَزْتُ رأْسَه وهمزتُ الجَوْز بكفِّي. والهَمْزُ: النخس والغمز. والهَمْزُ: الغِيبَة والوقيعة في الناس وذكر عيوبهم؛ وقد هَمَزَ يَهْمِزُ، فهو هَمَّاز وهُمَزَةٌ للمبالغة. والهَمْزَة: النُّقْرَة كالهَزْمَةِ، وقيل هو المكان المنخسف؛ عن كراع. والهَمْزَةُ من الحروف: معروفة، وسميت الهَمْزَةَ لأَنها تُهْمَزُ فَتُهَتُّ فَتَنْهَمِزُ عن مخرجها، يقال: هو يَهُتُّ هَتًّا إِذا تكلم بالهَمْزِ، وقد تقدم الكلام على الهمزة في أَوّل حرف الهمزة أَوّل الكتاب. هَمَزَى: موضع. وهُمَيْزٌ وهَمَّاز: اسمان، والله أَعلم.
هنز: الأَزهري في نوادر الأَعراب: يقال هذه قَريصَةٌ من الكلام وهَنِيزَة ولَدِيغَةٌ في معنى الأَذِيَّة.
هندز: الهِنْدازُ: معرّب، وأَصله بالفارسية أَنْدازَه، يقال: أَعطاه بلا حساب ولا هِنْدازٍ. ومنه المُهَنْدِزُ: الذي يُقَدِّرُ مَجارِيَ القُنِيِّ والأَبْنِيَة إِلا أَنهم صيروا الزاي سيناً، فقالوا مُهَنْدِسٌ، لأَنه ليس في كلام العرب زاي قبلها دال.
هوز: هَوَّزَ الرجلُ: مات. قال: وما أَدري أَيُّ الهُوزِ هو أَي الخَلْقِ، وما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو، ورواه بعضهم: ما أَدري أَيُّ الهُونِ هو، والزاي أَعرف. قال ابن سيده: والأَهْوازُ سَبْعُ كُوَرٍ بين البصرة وفارِسَ، لكل واحدة منها اسم، وجمعها الأَهْوازُ أَيضاً، وليس للأَهواز واحد من لفظه ولا يفرد واحد منها بِهُوزٍ. وهَوَّز وهَوَّاز: حروف وضعت لحساب الجُمَّلِ: الهاء خمسة والواو ستة والزاي سبعة. ويقال: ما في الهُوزِ مثله وما في الغَاطِ مثله أَي ليس في الخلق مثله.
وتز: الوَتْزُ: ضرب من الشجر، قال ابن دُرَيْدٍ: وليس بثَبَتٍ.
وجز: وَجُزَ الكلامُ وَجازَةً ووَجْزاً وأَوْجَزَ: قَلَّ في بلاغة، وأَوْجَزَه: اختصره. قال ابن سيده: بين الإِيجاز والاختصار فرق مَنْطِقِيٌّ ليس هذا موضعه. وكلامٌ وَجْزٌ: خفيف. وأَمر وَجْزٌ وواجِزٌ ووَجِيزٌ ومُوجَزٌ ومُوجِزٌ. والوَجْزُ: الوَحَى؛ يقال: أَوْجَزَ فلانٌ إِيجازاً في كل أَمر. وأَمرٌ وَجِيزٌ وكلام وَجِيز أَي خفيف مقتصر؛ قال رؤبة: لولا عَطاءٌ من كَريمٍ وَجْز أَبو عمرو: الوَجْزُ السريع العطاء. يقال: وَجَزَ في كلامه وأَوْجَزَ؛ قال رؤبة: على جَزَابِيٍّ جُلالٍ وَجْز يعني بعيراً سريعاً. وأَوْجَزْتُ الكلام: قَصَرْتُه. وفي حديث جَرِيرٍ: قال له، عليه السلام: إِذا قُلْتَ فأَوجِز أَي أَسرع واقْتَصِرْ. وتَوَجَّزْتُ الشيء: مثل تَنَجَّزْتُه. ورجل مِيْجاز: يُوجِزُ في الكلام والجواب. وأَوْجَزَ القولَ والعطاء: قلَّله، وهو الوَجْزُ؛ قال: ما وَجْزُ مَعْرُوفِكِ بالرِّماقِ ورجل وَجْزٌ: سريع الحركة فيما أَخَذَ فيه، والأُنثى بالهاء. ووَجْزَةُ: فرس يزيد بنِ سِنانٍ، وهو من ذلك. وأَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ سعدُ بن بَكْرٍ: شاعر معروف ومُحَدِّثٌ. ومُوجِزٌ: من أَسماء صَفَرَ؛ قال ابن سيده: أُراها عادِيَّةً.
وخز: الوَخْزُ: الشيءُ القليل من الخُضْرَة في العِذْقِ والشيب في الرأْس، وقد وَخَزَهُ وَخْزاً. وقيل: كلُّ قليل وَخْزٌ؛ قال أَبو كاهل اليَشْكُرِيُّ يُشَبِّه ناقته بالعُقابِ: لها أَشارِيرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُه من الثَّعالي، ووَخْزٌ من أَرانيها الوَخْزُ: شيءٌ منه ليس بالكثير. قال اللحياني: الوَخْزُ الخطيئةُ بعد الخطيئةِ، قال أَبو منصور: ومعنى الخطيئة القليلُ بين ظَهْرانَيِ الكثير؛ وقال ثعلب: هو الشيء بعد الشيء، قال: وقالوا هذه أَرض بني تميم وفيها وَخْزٌ من بني عامر أَي قليل؛ وأَنشد: سِوَى أَنَّ وَخْزاً من كلابِ بن مُرَّةٍ تَنَزَّوْا إلينا من نَقِيعَةِ جابِرِ ووَخَزَه بالرُّمْح والخَنْجَرِ يَخِزُه وَخْزاً: طعنه طعناً غير نافذ، وقيل: هو الطعن النافذ في جنب المطعون. وفي الحديث: فإِنه وَخْزُ إِخوانكم من الجن؛ الوَخْزُ طَعْنٌ ليس بنافِذٍ. وفي حديث عمرو بن العاص، وذكر الطاعونَ فقال: إِنما هو وَخْزٌ من الشيطان، وفي رواية: رِجْزٌ. أَبو عدنان: الطعن الوَخْزُ التَّبْزِيغُ؛ قال: التبزيغ والتغزيب واحد غَزَبَ وبَزَغَ. يقال: بَزَغَ البَيْطارُ الحافِرَ إِذا عَمَدَ إِلى أَشاعره بِمِبْضَع فَوَخَزَه به وَخْزاً خفيفاً لا يبلغ العَصَبَ فيكونُ دَواءً له؛ ومنه قول الطِّرِمَّاح: كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ وأَما فَصْدُ عِرْقِ الدابة وإِخراج الدم منه فيقال له التَّوْدِيجُ؛ يقال: وَدِّجْ فَرَسَكَ ووَدِّجْ حمارك. قال خالد بن جَنْبَةَ: وَخَزَ في سَنامِها بِمِبْضَعِه، قال: والوَخْزُ كالنَّخْس يكون من الطعن الخفيف الضعيف؛ وقول الشاعر: قد أَعْجَلَ القومَ عن حاجاتِهم سَفَرٌ من وَخْزِ جِنٍّ، بأَرض الرُّومِ، مذكورِ يعني بالوَخْزِ الطاعونَ ههنا. ويقال: إِني لأَجد في يدي وَخْزاً أَي وجعاً؛ عن ابن الأَعرابي. ووَخَزَه الشَّيْبُ أَي خالطه. ويقال: وَخَزَه القَتِيرُ وَخْزاً ولَهَزَه لَهْزاً بمعنى واحد إِذا شَمَط مواضعَ من لحيته، فهو مَوْخُوزٌ. قال: وإِذا دُعِيَ القومُ إِلى طعام فجاؤُوا أَربعة أَربعة قالوا: جاؤُوا وَخْزاً وَخْزاً، وإِذا جاؤوا عُصْبة قيل: جاؤُوا أَفائج أَي فَوْجاً فَوْجاً؛ قال سليمان بن المغيرة: قلت للحسن: أَرأَيت التمر والبُسْرَ انْجَمَعَ بينما؟ قال: لا، قلت: البسر الذي يكون فيه الوَخْزُ، قال: اقطع ذلك، الوَخْزُ: القليل من الإِرْطابِ، فشبه ما أَرْطَبَ من البُسْر في قلته بالوَخْزِ.
وزز: الوَزْوَزَةُ: الجِفَّة والطَّيْشُ. ورجل وَزْوازٌ ووُزاوِزَةٌ: طائش خفيف في مشه. والوَزْوَزَةُ أَيضاً: مقاربة الخَطْوِ مع تحريك الجسد. والوَزْوازُ: الذي يُوَزْوِزُ اسْتَه إِذا مشى يُلَوِّيها. والوَزْوَزُ: خشبة عريضة يُجَرُّ بها ترابُ الأَرض الموتفعة إِلى الأَرض المنخفضة، وهو بالفارسية زوزم. والوَزَّةُ البَطَّةُ، وجمعها وَزٌّ، وهي الإِوَزَّةُ أَيضاً، والجمع إِوَزٌّ وإِوَزُّونَ؛ قال: تَلْقَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ دَارَتِها فَوْضَى، وبَيْنَ يديها التِّينُ مَنْثُورُ أَي أَن هذه المرأَة تَحَضَّرَتْ فالإِوَزُّ في دارتها تأْكل التين، وإِنما جعل ذلك علامة التَّحَضُّر لأَن التين إِنما يكون بالأَرياف وهناك تأْكله الإِوَزُّ. وقال بعضهم: إِن قال قائل: ما بالُهم قالوا في جمع إِوَزَّة إِوَزُّونَ، بالواو والنون، وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَة وثُبَةٍ، وليست إِوَزَّةٌ مما حذف شيء من أُصوله ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه بغير هاءٍ، فالجواب أَن الأَصل في إِوَزَّة إِوْزَزَة إِفْعَلَة، ثم إِنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد فأَسكنوا الأَول منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده، فلما دخل الكلمةَ هذا الإِعلالُ والتوهين عوَّضوها منه أَي جمعوها بالواو والنون فقالوا: إِوَزّونَ؛ وأَنشد الفارسي: كأَنَّ خَزًّا تَحْتَها وَقَزَّا، وفُرُشاً مَحْشُوَّةً إِوَزَّا إِما أَن يكون أَراد محشوة ريش إِوَزٍّ، وإِما أَن يكون أَراد الإِوَزَّ بأَعيانها وجماعة شخوصها، والأَول أَولى. وأَرض مَوَزَّةٌ: كثيرة الوَزِّ. الليث: الإِوَزُّ طير الماء، الواحدة إِوَزَّة، بوزن فِعَلَّة، وينبغي أَن يكون المَفْعَلَةُ منها مَأْوَزَةً ولكن من العرب من يحذف الهمزة منها فيصيرها وَزَّة كأَنها فَعْلَة؛ ومَفْعَلَةٌ منها أَرض مَوَزَّة، ويقال هو البَطُّ. الجوهري: الوَزُّ لغة في الإِوَزِّ وهو من طير الماء. ورجل إِوَزّ: قصير غليظ، والأُنثى إِوَزَّة، وقيل: هو الغليظ اللَّحِيم في غير طُول؛ وأَنشد المفضل: أَمْشِي الإِوَزَّى ومعي رُمْحٌ سَلِبْ قال: وهو مشي الرجل مُتَوَقِّصاً في جانبيه ومَشْيُ الفرس النشيط، وقيل: الإِوَزُّ المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الناس والخيل والإِبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِن كنتَ ذا بَزٍّ، فإِنَّ بَزِّي سابِغَةٌ فوقَ وأًى إِوَزِّ
وشز: الوَشْزُ: رفع رأْس الشيء. والوَشَزُ، بالتحريك، والنَّشَزُ كله: ما ارتفع من الأَرض. والوَشَزُ: الشدة في العَيْش. يقال: أَصابهم أَوْشازُ الأُمور أَي شدائدها؛ وقوله: يا مُرُّ قاتِلْ سَوْفَ أَكْفِيكَ الرَّجَزْ، إِنك مني لاجئٌ إِلى وَشَزْ، إِلى قوافٍ صَعْبَةٍ فيها عَلَزْ هو محمول على أَحد هذه الأَشياء المتقدمة،والجمع من كل ذلك أَوْشازٌ. ويقال: لَجَأْتُ إِلى وَشَزٍ أَي تحصنت؛ قال أَبو منصور: وجعله رؤبة وَشْزاً فخففه؛ قال: وإِن حَبَتْ أَوْشازُ كلِّ وَشْزِ بعَددٍ ذي عُدَّة ورِكْزِ أَي سالت بعدد كثير. وقال ابن الأَعرابي: يقال إِن أَمامك أَوْشازاً فاحذرها أَي أُموراً شداداً مَخُوفة. والأَوْشازُ من الأُمور: غَلْظُها. ولقيته على أَوْشازٍ أَي على عَجَلَةٍ، واحدها وَشْزٌ ووَشَزٌ. والوَشائز: الوسائد المَحْشُوَّةُ جِدًّا.
وعز: الوَعْزُ: التَّقْدِمَةُ في الأَمر والتَّقَدُّمُ فيه. وعَزَ ووَعَّزَ: قَدَّمَ أَو تَقَدَّمَ؛ قال: قد كنتُ وَعَّزْتُ إِلى عَلاءِ، في السِّرِّ والإِعْلانِ والنَّجاءِ، بأَنْ يُحِقَّ وَذَمَ الدِّلاءِ ويقال: وَعَّزْتُ إِليه تَوْعِيزاً. قال الأَزهري: ويقال أَوْعَزْتُ إِلى فلان في ذلك الأَمر إِذا تقدمت إِليه. وحكي عن ابن السكيت قال: يقال وَعَّزْتُ وأَوْعَزْتُ، ولم يجز وَعَزْتُ، مخففاً، ونحو ذلك روى أَبو حاتم عن الأَصمعي أَنه أَنكر وَعَزْتُ، بالتخفيف؛ قال الجوهري: وقد يخفف فيقال وَعَزْتُ إِليه وَعْزاً.
وفز: لقيته على أَوْفازٍ أَي على عَجَلَةٍ، وقيل:معناه أَن تلقاه مُعِدًّا، واحدها وَفَزٌ، واستَوْفَزَ في قِعْدَتِه إِذا قَعَدَ قُعُوداً منتصباً غير مطمئن. قال أَبو بكر: الوَفْزُ أَن لا يطمئن في قعوده. يقال: قعد على أَوفاز من الأَرض ووِفازٍ؛ وأَنشد: أَسُوقُ عَيْراً مائِلَ الجَهازِ، صَعْباً يُنَزِّيني على أَوْفازِ قال: ولا تقل على وِفازٍ. والوَفَزُ والوَفَزَةُ: العَجَلَة، والجمع أَوْفازٌ. قال أَبو منصور: والعرب تقول فلان على أَوفاز أَي على حَدِّ عَجَلَة، وعلى وَفَزٍ. ويقال: نحن على أَوْفازٍ أَي على سفر قد أَشْخَصْنا، وإِنا على أَوفاز. وفي حديث عليّ، كرم لله تعالى وجهه: كونوا منها على أَوْفازٍ، الوَفَزُ: العَجَلة. الليث: الوَفَزَةُ أَن تَرَى الإِنسانَ مُسْتَوْفِزاً قد اسْتَقَلَّ على رجليه ولما يستو قائماً وقد تهيأَ للأَفْزِ والوُثُوبِ والمُضِيِّ. يقال له: اطْمَئِنَّ فإِني أَراك مُسْتَوْفِزاً. قال أَبو معاذ: المُسْتَوْفِزُ الذي قد رفع أَليتيه ووضع ركبتيه؛ قاله في تفسير: وتَرَى كل أُمَّةٍ جاثِيةً؛ قال مجاهد: على الرُّكَبِ مُسْتَوْفِزِين.
وقز: الأَزهري: قرأْتُ في نوادر أَبي عمرو: المُتَوَقِّزُ الذي لا يكاد ينام يَتَقَلَّبُ.
وكز: وَكَزَهُ وَكْزاً: دفعه وضربه مثل نَكَزَه. والوَكْزُ: الطعن. ووَكَزَه أَيضاً: طعنه بجُمْعِ كفه. وفي التنزيل العزيز: فَوَكَزَه موسى فَقَضَى عليه، وقيل: وَكَزَه أَي ضربه بجُمْعِ يده على ذَقَنِه. وفي حديث موسى، عليه السلام: فَوَكَزَ الفِرْعَوْنِيَّ فقتله أَي نَخَسه. وفي حديث المعراج: إِذ جاء جبريل، عليه السلام، فَوَكَزَ بين كَتِفَيَّ؛ الزجاج: الوَكْزُ أَن يضرب بجُمْع كفه، وقيل: وكَزَه بالعصا. وروى ابن الفَرَج عن بعضهم: رمح مَرْكُوزٌ ومَوْكوزٌ بمعنى واحد؛ وأَنشد: والشَّوْكُ في أَخْمَصِ الرِّجْلَيْنِ مَوْكُوزُ وفي التهذيب: يقال وَكَزْتُ أَنفه أَكِزُه إِذا كسرت أَنفه، ووَكَعْت أَنفَه فأَنا أَكَعُه مثل وَكَزْتُه. الكسائي: وَكَزْتُه ونَكَزْتُه ونَهَزْتُه ولَهَزْتُه بمعنى واحد. ووَكَزْتْهُ الحية: لدغته. ووَكَزَ وَكْزاً ووَكَزَ في عَدْوِه من فَزَع أَو نحوه؛ حكاه ابن دريد، قال: وليس بثَبَتٍ. وَكْزٌ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي: فإَنَّ بأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى، فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ من وَبِعانِ
وهز: الكسائي: وَهَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه، بن سيده: وَهَزَه وَهْزاً دفعه وضربه. وفي حديث مُجَمِّع: شهدنا الحُدَيْبِيَةَ مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرفنا عنها إِذا الناس يَهزُونَ الأَباعِرَ أَي يَحُثُّونها ويدفعونها. والوَهْزُ: شدّة الدفع والوطِِ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن سَلَمَة بن قيس الأَسْلَمِيَّ بعث إِلى عمر من فتح فارس بِسَفَطَيْنِ مَمْلُؤَيْنِ جواهراً، قال: فانطلقنا بالسَّفَطَيْنِ نَهِزُهما حتى قدمنا المدينة أَي ندفعهما ونسرع بهما، وفي رواية: نَهِزُ بهما أَي ندفع بهما البعير تحتهما؛ ويروى بتشديد الزاي من الهَزِّ. ووَهَزْتُ فلاناً إِذا ضربته بِثِقَلِ يدك. والتَّوَهُّزُ: وَطْءُ البعير المُثْقَلِ. الأَزهري في ترجمة لَهَزَ: اللَّهْزُ الضرب في العُنُق، واللَّكْزُ بجُمْعِك في عنقه وصدره، والوَهْزُ بالرجلين، والبَهْزُ بالمِرْفَقِ. ووَهَزَ القَمْلَة بين أَصابعه وَهْزاً: حكها وقصعها؛ وأَنشد شمر: يَهِزُ الهَرانِعَ لا يَزالُ، ويَفْتَلِي بأَذَلَّ حيثُ يكونُ من يَتَذَلَّلُ والوَهْزُ: الكسر والدَّقُّ. والوَهْزُ الوطءُ أَو الوَثْبُ. وتَوَهُّز الكلب: تَوَثُّبُه؛ قال: تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلُفَ الأَرْنَبِ ورجل وَهْزٌ: غليظ شديد مُلَزَّزُ الخَلْق قصير، والجمع أَوْهازٌ، قياساً. وجاء يَتَوَهَّزُ أَي يمشي مِشْيَةَ الغِلاظِ ويَشُدُّ وَطْأَهُ. ووَهَّزَهُ: أَثقله. ومَرَّ يَتَوَهَّز أَي يغمز الأَرض غَمْزاً شديداً، وكذلك يَتَوَهَّسُ. ابن الأَعرابي: الأَوْهَزُ الحَسَنُ المِشْيَةِ مأْخوذ من الوَهازَةِ وهي مشي الخَفِرات. وفي حديث أُم سلمة: حُمادَياتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ وقِصَرُ الوَهازَةِ أَي قِصَرُ الخُطَى. والوَهازَةُ: الخَطْوُ، وقد تَوَهَّزَ يَتَوَهَّزُ إِذا وَطِئَ وَطأً ثقيلاً؛ ومنه قول أُم سلمة لعائشة، رضي الله عنهما: قُصارَى النساء قِصَرُ الوَهازَةِ؛ وقال ابن مقبل: يَمِحْنَ بأَطْرافِ الذُّيولِ عَشِيَّةً، كما وَهَّزَ الوَعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما شبَّه مشي النساء بمشي إِبل في وَعْثٍ قد شَقَّ عليها؛ وقال: كلّ طَويلٍ سَلِبٍ ووَهْزِ قالوا: الوَهْزُ الغليظ الرَّبْعَة، والله أَعلم.
الصاد والسين والزاي أَسَلِيَّةٌ لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان، وهي مُسْتَدَقُّ طرف اللسان، وهذه الثلاثة في حيز واحد، والسين من الحروف المهموسة، ومخرج السين بين مخرجي الصاد والزاي؛ قال الأَزهري: لا تأْتلف الصاد مع السين ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب.
أبس: أَبَسَهُ يأْبِسهُ أَبْساً وأَبَّسَه: صغَّر به وحَقَّره؛ قال العجاج: وليْث غابٍ لم يُرَمْ بأَبْسِ أَي يزجر وإذلال، ويروى: لُيُوثْ هَيْجا. الأصمعي: أَبَّسْتُ به تأْبيساً وأَبَسْتُ به أَبْساً إذا صغَّرته وحقرته وذَلَّلْتَه وكَسَّرْته؛ قال عبّاس بن مِرْداس يخاطب خُفاف بن نُدْبَة: إن تكُ جُلْمودَ صَخْرٍ لا أُؤَبِّسهُ *** أَوْقِدْ عليه فأَحْمِيه، فيَنْصَدِعُ السِّلْمُ تأْخذ منها ما رضيتَ به *** والحَرْبُ يكفيكَ من أَنفاسِها جُرَعُ وهذا الشعر أَنشده ابن بري: إِن تك جلمود بِصْرٍ، وقال: البصْرُ حجارة بيض، والجُلمود: القطعة الغليظة منها؛ يقول: أَنا قادر عليك لا يمنعني منك مانع ولو كنت جلمود بصر لا تقبل التأْبيس والتذليل لأَوْقَدْتُ عليه النار حتى ينصدع ويتفتت. والسَِّلم: المُسالمة والصلح ضد الحرب والمحاربة. يقول: إن السِّلم، وإن طالت، لا تضرك ولا يلحقك منها أذًى والحرب أقل شيء منها يكفيك. ورأَيت في نسخة من أَمالي ابن بري بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي، رحمه اللَّه، قال: أَنشده المُفَجِّع في التَّرجُمان: إِن تك جُلْمودَ صَخْدٍ وقال بعد إِنشاده: صَخْدٌ وادٍ، ثم قال: جعل أُوقِدْ جواب المجازاة وأَحْمِيه عطفاً عليه وجعل أُؤَبِّسُه نعتاً للجلمود وعطف عليه فينصدع. والتَّأَبُّس: التَّغَيُّر ؛ ومنه قول المتلمس: تَطيفُ به الأَيام ما يَتأَبَّسُ والإِبْس والأَبْسُ: المكان الغليظ الخشن مثل الشَّأْز. ومُناخ أَبْس: غير مطمئن؛ قال منظور بن مَرثَدٍ الأَسَدي يصف نوقاً قد أَسقطت أَولادها لشدة السير والإِعياء: يَتْرُكْنَ، في كل مُناخٍ أَبْسِ، كلَّ جَنين مُشْعَرٍ في الغِرْسِ ويروى: مُناخِ إِنسِ، بالنون والإِضافة، أَراد مُناخ ناس أَي الموضع الذي ينزله الناس أَو كل منزل ينزله الإِنس: والجَنِين المُشْعَرُ: الذي قد نبت عليه الشعر. والغِرْسُ: جلدة رقيقة تخرج على رأْس المولود، والجمع أَغراس. وأَبَسَه أَبْساً: قَهَرَه؛ عن ابن الأَعرابي. وأَبَسَه وأَبَّسَه: غاظه ورَوَّعه. والأَبْسُ: بَكْع الرجل بما يسوءُه. يقال: أَبَسْتُه آبِسُه أَبْساً. ويقال: أَبَّسْتُه تأْبيساً إِذا قابلته بالمكروه. وفي حديث جُبَيْر بن مُطْعِم: جاء رجل إِلى قريش من فتح خَيْبَر فقال: إِن أَهل خير أَسَروا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ويريدون أَن يرسلوا به إِلى قومه ليقتلوه، فجعل المشركون يؤَبِّسون به العباس أَي يُعَيِّرونه، وقيل: يخوِّفونه، وقيل: يُرْغِمونه، وقيل: يُغضبونه ويحْمِلونه على إِغلاظ القول له. ابن السكيت: امرأَة أُباس إِذا كانت سيِّئة الخلق؛ وأَنشد: ليسَتْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَه ابن الأَعرابي: الإِبْسُ الأَصل السُّوء، بكسر الهمزة. ابن الأَعرابي: الأَبْس ذَكر السَّلاحف، قال: وهو الرَّقُّ والغَيْلَمُ. وإِباءٌ أَبْسٌ: مُخْزٍ كاسِرٌ؛ عن ابن الأَعرابيّ. وحكي عن الـمُفَضَّل أَن السؤال المُلِحَّ يكْفيكَه الإِباءُ الأَبْسُ، فكأَنَّ هذا وَصْف بالمصدر، وقال ثعلب: إِنما هو الإِباءُ الأَبْأَسُ أَي الأَشدُّ. قال أَعرابي لرجل: إِنك لتَرُدُّ السُّؤال الـمُلْحِف بالإِباءِ الأَبأَس.
أرس: الإِرْس: الأَصل، والأَريس: الأَكَّارُ؛ عن ثعلب. وفي حديث معاوية: بلغه أَن صاحب الروم يريد قصد بلاد الشام أَيام صفين، فكتب إِليه: تاللَّه لئن تممْتَ علة ما بَلَغَني لأُصالحنَّ صاحبي، ولأَكونن مقدمته إِليك، ولأَجعلن القُسطنطينية الحمراء حُمَمَةً سوداء، ولأَنْزِعَنَّك من المُلْكِ نَزْعَ الإِصْطَفْلينة، ولأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرارِسَةِ تَرْعى الدَّوابِل، وفي رواية: كما كنت ترعى الخَنانيص؛ والإِرِّيس: الأَمير؛ عن كراع، حكاه في باب فِعِّيل، وعَدَلَه بإِبِّيلٍ، والأَصل عنده فيه رِئّيسٌ، عل فِعِّيل، من الرِّياسةِ. والمُؤرَّس: المُؤمَّرُ فقُلِبَ. وفي الحديث: أَن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إِلى هِرَقْلَ عظيم الروم يدعوه إِلى الإسلام وقال في آخره: إِن أَبَيْتَ فعليك إِثم الإِرِّيسين. ابن الأَعرابي: أَرَس يأْرِسُ أَرْساً إِذا صار أَريساً، وأَرَّسَ يُؤَرِّسُ تأْريساً إِذا صار أَكَّاراً، وجمع الأَرِيس أَرِيسون، وجمع الإِرِّيسِ إِرِّيسُونٌ وأَرارِسَة وأَرارِسُ، وأَرارِسةٌ ينصرف، وأَرارِسُ لا ينصرف، وقيل: إِنما قال ذلك لأَن الأَكَّارينَ كانوا عندهم من الفُرْسِ، وهم عَبَدَة النار، فجعل عليه إِثمهم. قال الأَزهري: أَحسِب الأَريس والإِرِّيس بمعنى الأَكَّار من كلام أَهل الشام، قال: وكان أَهل السَّواد ومن هو على دين كِسْرى أَهلَ فلاحة وإِثارة للأَرض، وكان أَهل الروم أَهلَ أَثاثٍ وصنعة، فكانوا يقولون للمجوسي: أَريسيٌّ، نسبوهم إِلى الأَريس وهو الأَكَّارُ، وكانت العرب تسميهم الفلاحين، فأَعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أَنهم، وإِن كانوا أَهل كتاب، فإِن عليهم من الإِثم إِن لم يؤْمنوا بنبوته مثل إِثم المجوس وفَلاَّحي السَّواد الذين لا كتاب لهم، قال: ومن المجوس قوم لا يعيدون النار ويزعمون أَنهم على دين إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وأَنهم يعبدون اللَّه تعالى ويحرّمون الزنا وصناعتهم الحراثة ويُخْرِجون العُشر مما يزرعون غير أَنهم يأْكلون المَوْقوذة، قال: وأَحسبهم يسجدون للشمس، وكانوا يُدعَوْن الأَريسين؛ قال ابن بري: ذكر أَبو عبيدة وغيره أَن الإِرِّيسَ الأَكَّارُ فيكون المعنى أَنه عبر بالأَكَّارين عن الأَتباع، قال: والأَجود عندي أَن يقال: إِن الإِرِّيس كبيرهم الذي يُمْتَثَلُ أَمره ويطيعونه إِذا طلب منهم الطاعة: ويدل على أن الإِرِّيس ما ذكرت لك قول أَبي حِزام العُكْليّ: لا تُبِئْني، وأَنتَ لي، بك، وَغْدٌ، لا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّيسا يقال: أَبَأْتُه به أَي سَوَّيته به، يريد: لا تُسَوِّني بك. والوَغْدُ: الخسيس اللئيم، وفصل بقوله: لي بك، بين المبتدإِ والخبر، وبك متعلق بتبئني، أَي لا تبئني بك وأَنت لي وغد أَي عَدوٌّ لي ومخالف لي، وقوله: لا تبئْ بالمؤَرَّس الإِرِّيسا أَي لا تُسَوِّ الإِرِّيسَ، وهو الأَمير، بالمُؤَرَّس؛ وهو المأْمور وتابعه، أَي لا تُسَوِّ المولى بخادمه، فيكون المعنى في قول النبي صلى الله عليه وسلم لهِرَقل: فعليك إِثم الإِرِّيسين، يريد الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم، وأَنت إِرِّيسُهم الذي يجيبون دعوتك ويمتثلون أَمرك، وإِذا دعوتهم إِلى أَمر أَطاعوك، فلو دعوتهم إِلى الإِسلام لأَجابوك، فعليك إِثم الإِرِّيسين الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم، وذلك يُسْخِط اللَّهَ ويُعظم إِثمهم؛ قال: وفيه وجه آخر وهو أن تجعل الإِرِّيسين، وهم المنسوبون إِلى الإِرِّيس، مثل المُهَلَّبين والأَشْعَرين المنسوبين إِلى المُهَلَّب وإِلى الأَشْعَر، وكان القياس فيه أن يكون بياءَي النسبة فيقال: الأَشْعَرِيُّون والمُهَلَّبيُّون، وكذلك قياس الإِرِّيسين الإِرِّيسيُّون في الرفع والإِرِّيسيِّين في النصب والجر، قال: ويقوي هذا رواية من روى الإِرِّيسيِّين، وهذا منسوب قولاً واحداً لوجود ياءَي النسبة فيه فيكون المعنى: فعليك إِثم الإِرِّيسيين الذين هم داخلون في طاعتك ويجيبونك إِذا دعوتهم ثم لم تَدْعُهُم إِلى الإِسلام، ولو دعوتهم لأَجابوك، فعليك إِثمهم لأَنك سبب منعهم الإِسلام ولو أَمرتهم بالإِسلام لأَسلموا؛ وحكي عن أَبي عبيد: هم الخَدَمُ والخَوَلُ، يعني بصَدِّه لهم عن الدين، كما قال تعالى: ربَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادتنا وكُبراءَنا؛ أَي عليك مثل إِثمهم. قال ابن الأَثير: قال أَبو عبيد في كتاب الأَموال: أَصحاب الحديث يقولون الإِريسيين مجموعاً منسوباً والصحيح بغير نسب، قال: ورده عليه الطحاوي، وقال بعضهم: في رَهط هِرَقل فرقةٌ تعرف بالأَروسِيَّة فجاءَ على النسب إِليهم، وقيل: إِنهم أَتباع عبد اللَّه بن أَريس، رجل كان في الزمن الأَول، قتلوا نبيّاً بعثه اللَّه إِليهم، وقيل: الإِرِّيسون الملوك، واحدهم إِرِّيس، وقيل: هم العَشَّارون. وأَرْأَسَة بن مُرِّ بن أُدّ: معروف. وفي حديث خاتم النبي، صلى الله عليه وسلم: فسقط من يد عثمان، رضي اللَّه عنه، في بئر أَريسَ، بفتح الهمزة وتخفيف الراء، هي بئر معروفة قريباً من مسجد قُباء عند المدينة.
أسس: الأُسُّ والأَسَس والأَساس: كل مُبْتَدَإِ شيءٍ. والأُسُّ والأَساس: أَصل البناء، والأَسَسُ مقصور منه، وجمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ وعِساس، وجمع الأَساس أُسس مثل قَذال وقُذُل، وجمع الأَسَس آساس مثل سببٍ وأَسباب. والأَسيس: أَصل كل شيء. وأُسّ الإِنسان: قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن في الرحم، وهو من الأَسماء المشتركة. وأُسُّ البناء: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد ابن دريد، قال: وأَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز: وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ، نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِيدُ وقد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً، الليث: أَسَّسْت داراً إِذا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها، وهذا تأْسيس حسن. وأُسُّ الإِنسان وأَسُّه أَصله، وقيل: هو أَصل كل شيء. وفي المثل: أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ في هذا الموضع: الشر، والأَسُّ: الأَصل؛ يقول: أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم. وكان ذلك على أُسِّ الدهر وأَسِّ الدهر وإِسِّ الدهر، ثلاث لغات، أَي على قِدَم الدهر ووجهه، ويقال: على است الدهر. والأَسيسُ: العِوَضُ. لتهذيب: والتَّأسيس في الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروي حرف يجوز كسره ورفعه ونصبه نحو مفاعلن، ويجوز إِبدال هذا الحرف بغيره، وأَما مثل محمد لو جاء في قافية لم يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس، وقال أَبو عبيد: الروي حرف القافية نفسها، ومنها التأْسيس؛ وأَنشد: أَلا طال هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبه فالقافية هي الباء والأَلف فيها هي التأْسيس والهاء هي الصلة، ويروى: واخْضَرَّ جانبه؛ قال الليث: وإِن جاء شيء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس، وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم، قال: وأَحسن ما يكون ذلك إِذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم؛ قال العجّاج: مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ، مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلم ولو قال خاتِم، بكسر التاء، لم يحسن، وقيل: إن لغة العجاج خأْتم، بالهمزة، ولذلك أَجازه، وهو مثل السَّأْسَم، وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم والسَّأْسَم؛ وفي المحكم: التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل، وهو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب؛ وقيل: التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد، كقوله: كِليني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمَة، ناصِبِ فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة. قال ابن سيده: هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له، وبعضهم يقول أَلف التأْسيس، فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر. وقالوا في الجمع: تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه. قال: ورأى أَهل العروض إِنما تسمحوا بجمعه، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول. وأَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسيساً، وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء؛ قال ابن جني: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه، وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق من أَلف التأْسيس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها. والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ: الإِفساد بين الناس، أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً. ورجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد. الأُمَويُّ: إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له، وهذا في اللحم خاصة. والأُسُّ: بقية الرَّماد بين الأَثافيّ. والأُسُّ: المُزَيِّن للكذب. وإِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، وقال بعضهم: نَسّاً. وأَسَّ بها: زجرها وقال: إِسْ إِسْ، وإِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ. وأُسْ أُسْ: من رُقى الحَيَّاتِ. قال الليث: الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع له وتَلين. وفي الحديث: كتب عمر إِلى أَبي موسى: أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم. قال ابن الأَثير: وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم، والهمزة فيه زائدة، ويروى: آسِ بين الناس من المُواساة.
ألس: الأَلْسُ والمُؤَالَسَة: الخِداع والخيانة والغشُّ والسَّرَقُ، وقد أَلَس يأْلِس، بالكسر، أَلْساً. ومنه قولهم: فلان لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِسُ، فالمُدالَسَةُ من الدَّلْس، وهو الظُّلْمَةُ، يراد به لا يُغَمِّي عليك الشيء فيُخْفيه ويستر ما فيه من عيب. والمُؤَالَسَةُ: الخِيانة؛ وأَنشد: هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فيهمُ، وهمُ يَمْنَعُونَ جارَهمْ أَن يُقَرَّدا والأَلْسُ: أَصله الوَلْسُ، وهو الخيانة. والأَلْسُ: الأَصلُ السُّوء. والأَلْس: الغدر. والأَلْسُ: الكذب. والأَلْسُ والأُلْسُ: ذهاب العقل وتَذْهيله؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: فقلتُ: إِن أَسْتَفِدْ عِلْماً وتَجْرِبَةً، فقد تردَّدَ فيكَ الخَبْلُ والأَلْسُ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه دعا فقال: اللهم إِني أَعوذ بك من الأَلْسِ والكِبْرِ؛ قال أَبو عبيد: الأَلْسُ هو اختلاط العقل، وخطَّأَ ابن الأَنباري من قال هو الخيانة. والمأْلُوس: الضعيف العقل. وأُلِسَ الرجلُ أَلْساً، فهو مأْلوس أَي مجنون ذهب عقله؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الراجز: يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُجَّ المَنْسوسِ، أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ المَأْلوسِ وقال مرة: الأَلْسُ الجُنون. يقال: إِن به لأَلْساً أَي جُنوناً؛ وأَنشد:يا جِرَّتَيْنا بالحَبابِ حَلْسا، إِنْ بنا أَو بكمُ لأَلْسا وقيل: الأَلْسُ الرَّيبةُ وتَغَيُّر الخُلُق من ريبة، أَو تغير الخُلُقِ من مرض. يقال: ما أَلَسَكَ. ورجل مَأْلوس: ذاهب العقل والبدن. وما ذُقْتُ عنده أَلوساً أَي شيئاً من الطعام. وضربه مائة فما تأَلَّسَ أَي ما تَوَجَّع، وقيل: فما تَحَلَّس بمعناه. أَبو عمرو: يقال للغريم إِنه ليَتَأَلَّس فما يُعْطِي وما يمنع. والتَّأَلُّس: أَن يكون يريد أن يُعطِيَ وهو يمنع. ويقال: إِنه لَمَأْلوس العطية، وقد أُلِسَتْ عطيته إِذا مُنِعَتْ من غير إياس منها؛ وأَنشد: وصَرَمَت حَبْلَك بالتَّأَلُّس وإِلْياسُ: اسم أَعجمي، وقد سمت به العرب، وهو الياسُ بنُ مُضَرَ بن نِزار بن معدّ بن عَدْنان.
أمس: أَمْسِ: من ظروف الزمان مبني على الكسر إِلا أَن ينكر أَو يعرَّف، وربما بني على الفتح، والنسبة إِليه إِمسيٌّ، على غير قياس. قال ابن جني: امتنعوا من إِظهار الحرف الذي يعرَّف به أَمْسِ حتى اضطروا بذلك إِلى بنائه لتضمنه معناه، ولو أَظهروا ذلك الحرف فقالوا مَضَى الأَمسُ بما فيه لما كان خُلْفاً ولا خطأً؛ فأَما قول نُصيب: وإِني وَقَفْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابِكَ، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ فإِن ابن الأَعرابي قال: روي الأَمْسِ والأَمْسَ جرّاً ونصباً، فمن جره فعلى الباب فيه وجعل اللام مع الجر زائدة، واللام المُعَرَّفة له مرادة فيه وهو نائب عنها ومُضَمن لها، فكذلك قوله والأَمس هذه اللام زائدة فيه، والمعرفة له مرادة فيه محذوفة عنه، يدل على ذلك بناؤه على الكسر وهو في موضع نصب، كما يكون مبنيّاً إِذا لم تظهر اللام في لفظه، وأَما من قال والأَمْسَ فإِنه لم يضمنه معنى اللام فيبنيه، لكنه عرَّفه كما عرَّف اليوم بها، وليست هذه اللام في قول من قال والأَمسَ فنصب هي تلك اللام التي في قول من قال والأَمْسِ فجرّ، تلك لا تظهر أَبداً لأَنها في تلك اللغة لم تستعمل مُظْهَرَة، أَلا ترى أَن من ينصب غير من يجرّ؟ فكل منهما لغة وقياسهما على ما نطق به منهما لا تُداخِلُ أُخْتَها ولا نسبة في ذلك بينها وبينها. الكسائي: العرب تقول: كَلَّمتك أَمْسِ وأَعجبني أَمْسِ يا هذا، وتقول في النكرة: أَعجبني أَمْسِ وأَمْسٌ آخر، فإِذا أَضفته أَو نكرته أَو أَدخلت عليه الأَلف والسلام للتعريف أَجريته بالإِعراب، تقول: كان أَمْسُنا طيباً ورأَيت أَمسَنا المبارك ومررت بأَمسِنا المبارك، ويقال: مضى الأَمسُ بما فيه؛ قال الفراء: ومن العرب من يخفض الأَمْس وإِن أَدخل عليه الأَلف واللام، كقوله: وإِني قَعَدْتُ اليومَ والأَمْسِ قبله وقال أَبو سعيد: تقول جاءَني أَمْسِ فإِذا نسبت شيئاً إِليه كسرت الهمزة، قلت إِمْسِيٌّ على غير قياس؛ قال العجاج: وجَفَّ عنه العَرَقُ الإِمْسيُّ وقال العجاج: كأَنَّ إِمْسِيّاً به من أَمْسِ، يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ الجوهري: أَمْسِ اسم حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين، واختلفت العرب فيه فأَكثرهم يبنيه على الكسر معرفة، ومنهم من يعربه معرفة، وكلهم يعربه إِذا أَدخل عليه الأَلف واللام أَو صيره نكرة أَو أَضافه. غيره: ابن السكيت: تقول ما رأَيته مُذْ أَمسِ، فإِن لم تره يوماً قبل ذلك قلت: ما رأَيته مذ أَوَّلَ من أَمْسِ، فإِن لم تره يومين قبل ذلك قلت: ما رأَيته مُذ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْسِ. قال ابن الأَنباري: أَدخل اللام والأَلف على أَمس وتركه على كسره لأَن أَصل أَمس عندنا من الإِمساء فسمي الوقت بالأَمر ولم يغير لفظه؛ من ذلك قول الفرزدق: ما أَنْتَ بالحَكَمِ التُرْضى حُكومَتُهُ، ولا الأَصيلِ ولا ذي الرأْي والجَدَلِ فأَدخل الأَلف واللام على تُرْضى، وهو فعل مستقبل على جهة الاختصاص بالحكاية؛ وأَنشد الفراء: أَخفن أَطناني إِن شكين، وإِنني لفي شُغْلٍ عن دَحْليَ اليَتَتَبَّعُ
فأَدخل الأَلف واللام على يتتبع، وهو فعل مستقبل لما وصفنا. وقال ابن كيسان في أَمْس: يقولون إِذا نكروه كل يوم يصير أَمْساً، وكل أَمسٍ مضى فلن يعود، ومضى أَمْسٌ من الأُموس. وقال البصريون: إِنما لم يتمكن أَمْسِ في الإِعراب لأَنه ضارع الفعل الماضي وليس بمعرب؛ وقال الفراء: إِنما كُسِرَتْ لأَن السين طبعها الكسر، وقال الكسائي: أَصلها الفعل أُحذ من قولك أَمْسِ بخير ثم سمي به، وقال أَبو الهيثم: السين لا يلفظ بها إِلا من كسر الفم ما بين الثنية إِلى الضرس وكسرت لأَن مخرجها مكسور في قول الفراء؛ وأَنشد: وقافيةٍ بين الثَّنِيَّة والضِّرْسِ وقال ابن بزرج: قال عُرامٌ ما رأَيته مُذ أَمسِ الأَحْدَثِ، وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، وقال بِجادٌ: عهدي به أَمْسَ الأَحْدَثَ، وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، قال: ويقال ما رأَيته قبل أَمْسِ بيوم؛ يريد من أَولَ من أَمْسِ، وما رأَيته قبل البارحة بليلة. قال الجوهري: قال سيبويه وقد جاء في ضرورة الشعر مذ أَمْسَ بالفتح؛ وأَنشد: لقد رأَيتُ عَجَباً، مُذْ أَمْسا، عَجائزاً مِثْلَ السَّعالي خَمْسا يأْكُلْنَ في رَحْلِهنَّ هَمْسا، لا تَرك اللَّهُ لهنَّ ضِرْسا قال ابن بري: اعلم أَن أَمْسِ مبنية على الكسر عند أَهل الحجاز وبنو تميم يوافقونهم في بنائها على الكسر في حال النصب والجرّ، فإِذا جاءَت أَمس في موضع رفع أَعربوها فقالوا: ذهب أَمسُ بما فيه، وأَهل الحجاز يقولون: ذهب أَمسِ بما فيه لأَنها مبنية لتضمنها لام التعريف والكسرة فيها لالتقاء الساكنين، وأَما بنو تميم فيجعلونها في الرفع معدولة عن الأَلف واللام فلا تصرف للتعريف والعدل، كما لا يصرف سَحَر إِذا أَردت به وقتاً بعينه للتعريف والعدل؛ وشاهد قول أَهل الحجاز في بنائها على الكسر وهي في موضع رفع قول أُسْقُف نَجْران: مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ، وطُلوعُها من حيثُ لا تُمْسِي اليَوْمَ أَجْهَلُ ما يَجيءُ به، ومَضى بِفَصْلِ قَضائه أَمْسِ فعلى هذا تقول: ما رأَيته مُذْ أَمْسِ في لغة الحجاز، جَعَلْتَ مذ اسماً أَو حرفاً، فإِن جعلت مذ اسماً رفعت في قول بني تميم فقلت: ما رأَيته مُذ أَمْسُ، وإِن جعلت مذ حرفاً وافق بنو تميم أَهل الحجاز في بنائها على الكسر فقالوا: ما رأَيته مُذ أَمسِ؛ وعلى ذلك قول الراجز يصف إِبلاً: ما زالَ ذا هزيزَها مُذْ أَمْسِ، صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ فمذ ههنا حرف خفض على مذهب بني تميم، وأَما على مذهب أَهل الحجاز فيجوز أَن يكون مذ اسماً ويجوز أَن يكون حرفاً. وذكر سيبويه أَن من العرب من يجعل أَمس معدولة في موضع الجر بعد مذ خاصة، يشبهونها بمذ إِذا رفعت في قولك ما رأَيته مذ أَمْسُ، ولما كانت أَمس معربة بعد مذ التي هي اسم، كانت أَيضاً معربة مع مذ التي هي حرف لأَنها بمعناها، قال: فبان لك بهذا غلط من يقول إن أَمس في قوله: لقد رأَيت عجبا مذ أَمسا مبنية على الفتح بل هي معربة، والفتحة فيها كالفتحة في قولك مررت بأَحمد؛ وشاهد بناء أَمس إِذا كانت في موضع نصب قول زياد الأَعجم: رأَيتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بني مَعَدٍّ، وأَنت اليومَ خَيْرٌ منك أَمْسِ وشاهد بنائها وهي في موضع الجر وقول عمرو بن الشَّريد: ولقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً، وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ وكذا قول الآخر: وأَبي الذي تَرَكَ المُلوك وجَمْعَهُمْ، بِصُهابَ، هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ قال: واعلم أَنك إِذا نكرت أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف واللام أَو أَضفتها أَعربتها فتقول في التنكير: كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً، وتقول في الإِضافة ومع لام التعريف: كان أَمْسُنا طَيِّباً وكان الأَمْسُ طيباً؛ وشاهده قول نُصَيْب: وإِني حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابِك، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُب
قال: وكذلك لو جمعته لأعربته كقول الآخر: مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أُمُوسِ، تَمِيسُ فينا مِشْيَةَ العَرُوسِ قال الجوهري: ولا يصغر أَمس كما لا يصغر غَدٌ والبارحة وكيف وأَين ومتى وأَيّ وما وعند وأَسماء الشهور والأُسبوع غير الجمعة. قال ابن بري: الذي حكاه الجوهري في هذا صحيح إِلا قوله غير الجمعة لأَن الجمعة عند سيبويه مثل سائر أَيام الأُسبوع لا يجوز أَن يصغر، وإِنما امتنع تصغير أَيام الأُسبوع عند النحويين لأَن المصغر إنما يكون صغيراً بالإِضافة إِلى ما له مثل اسمه كبيراً،وأيام الأُسبوع متساوية لا معنى فيها للتصغير، وكذلك غد والبارحة وأَسماء الشهور مثل المحرّم وصفر.
|