الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
-
- أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ماخلا يهودي بمسلم إلا هم بقتله، وفي لفظ: إلا حدث نفسه بقتله".
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال: ما ذكر الله به النصارى قال: هم ناس من الحبشة آمنوا إذ جاءتهم مهاجرة المؤمنين، فذلك لهم.
وأخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والواحدي من طريق ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام وعروة بن الزبير قالوا "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري، وكتب معه كتابا إلى النجاشي، فقدم على النجاشي، فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه، وأرسل النجاشي إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم، ثم أمر جعفر بن أبي طالب أن يقرأ عليهم القرآن، فقرأ عليهم سورة مريم، فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع، وهم الذين أنزل فيهم
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير في قوله
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن عروة قال: كانوا يرون ان هذه الآية نزلت في النجاشي
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال "ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في الذين أقبلوا مع جعفر من أرض الحبشة، وكان جعفر لحق بالحبشة هو وأربعون معه من قريش، وخمسون من الأشعريين، منهم أربعة من عك، أكبرهم أبو عامر الأشعري وأصغرهم عامر، فذكر لنا أن قريشا بعثوا في طلبهم عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد، فأتوا النجاشي فقالوا: ان هؤلاء قد أفسدوا دين قومهم، فأرسل اليهم فجاؤوا فسألهم، فقالوا: بعث الله فينا نبيا كما بعث في الأمم قبلنا يدعونا إلى الله وحده، ويأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر، ويأمرنا بالصلة، وينهانا عن القطيعة، ويأمرنا بالوفاء، وينهانا عن النكث، وإن قومنا بغوا علينا، وأخرجونا حين صدقناه وآمنا به، فلم نجد أحد نلجأ اليه غيرك فقال: معروفا. فقال عمرو وصاحبه: انهم يقولون في عيسى غير الذي تقول. قال: وما تقولون في عيسى؟ قالوا: نشهد أنه عبد الله ورسوله، وكلمته وروحه، ولدته عذراء بتول. قال: ما أخطأتم، ثم قال لعمرو وصاحبه: لولا أنكما أقبلتما في جواري لفعلت بكما، وذكر لنا أن جعفر وأصحابه إذ أقبلوا جاء أولئك معهم فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. قال قائل: لو قد رجعوا إلى أرضهم لحقوا بدينهم، فحدثنا أنه قدم مع جعفر سبعون منهم، فلما قرأ عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم، فاضت أعينهم".وأخرج ابن جرير و,ابن أبي حاتم عن السدي قال "بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إثنا عشر رجلا، سبعة قسيسين وخمسة رهبانا، ينظرون إليه ويسألونه، فلما لقوه قرأ عليهم ما أنزل الله بكوا وآمنوا، وأنزل الله فيهم
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين، فبعث جعفر بن أبي طالب، وابن مسعود، وعثمان بن مظعون في رهط من اصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة، فلما بلغ المشركين بعثوا عمرو بن العاص في رهط منهم، وذكروا أنهم سبقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، فقالوا انه قد خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامها، زعم أنه نبي وأنه بعث إليك رهطا ليفسدوا عليك قومك، فأحببنا أن نأتيك ونخبرك خبرهم. قال: ان جاؤوني نظرت فيما يقولون، فلما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا إلى باب النجاشي فقالوا: استأذن لأولياء الله؟ فقال: ائذن لهم فمرحبا بأولياء الله، فلما دخلوا عليه سلموا فقال الرهط من المشركين: ألم تر أيها الملك انا صدقناك وانهم لم يحيوك بتحيتك التي تحيى بها؟... فقال لهم: ما يمنعكم أن تحيوني بتيحيتي؟ قالوا: أنا حييناك بتحية اهل الجنة وتحية الملائكة. فقال لهم: مايقول صاحبكم في عيسى وأمه؟ قالوا: يقول عبد الله ورسوله، وكلمة من الله، وروح منه ألقاها إلى مريم، ويقول في مريم: إنها العذراء الطيبة البتول. قال: فأخذ عودا من الأرض فقال: ما زاد عيسى وأمه على ما قال صاحبكم هذا العود، فكره المشركون قوله وتغير لون وجوههم، فقال: هل تقرأون شيئا مما أنزل عليكم؟ قالوا: نعم. قال: فاقرأوا وحوله القسيسون والرهبان وسائر النصارى، فجعلت طائفة من القسيسسن والرهبان كلما قرأوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق. قال الله {ذلك بأن منهم قسيسيين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون، واذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} ".
وأخرج الطبراني عن سلمان في إسلامه قال "لما قدم النبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة صنعت طعاما، فجئت به فقال: ماهذا؟ قلت: صدقة. فقال لأصحابه: كلوا ولم يأكل، ثم إني رجعت حتى جمعت طعاما فأتيته به فقال: ماهذا؟ قلت: هدية. فأكل وقال لأصحابه: كلوا. قلت يا رسول الله، أخبرني عن النصارى؟ قال: لا خير فيهم ولافيمن أحبهم، فقمت وأنا مثقل، فأنزل الله
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والحارث بن أسامة في مسنده والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبزار وابن الأنباري في المصاحف وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن سلمان "أنه سئل عن قوله
وأخرج البيهقي في الدلائل عن سلمان قال: كنت يتيما من رامهرمز، وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه، فلزمته لأكون في كنفه وكان لي أخ أكبر مني، وكان مستغنيا في نفسه، وكنت غلاما فقيرا، فكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظه، فإذا تفرقوا خرج، فتقنع بثوبه ثم صعد الجبل، فكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا قال: فقلت اما انك تفعل كذا وكذا، فلم لا تذهب بي معك؟ قال: أنت غلام وأخاف ان يظهر منك شيء. قال: قلت لا تخف. قال: فإن في هذا الجبل قوما في برطيل لهم عبادة وصلاح، يذكرون الله عز وجل ويذكرون الآخرة، يزعمون انا عبدة النيران وعبدة الأوثان، وأنا على غير دين. قلت: فاذهب بي معك إليهم. قال: لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم، وانا أخاف أن يظهر منك شيء فيعلم أبي فيقتل القوم فيجري هلاكهم على يدي. قال: قلت لن يظهر مني ذلك، فاستأمرهم فقال: غلام عندي يتيم فأحب أن يأتيكم ويسمع كلامكم، قالوا: ان كنت تثق به. قال: أرجو ان لا يجيء منه إلا ما أحب.
قالوا: فجيء به. فقال لي: قد استأذنت القوم أن تجيء معي، فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فأتني ولا يعلم بك احد، فإن أبي إن علم قتلهم. قال: فلما كانت الساعة التي يخرج تبعته، فصعد الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم. قال: علي. وأراه قال: هم ستة او سبعة. قال: وكانت الروح قد خرجت منهم من العبادة، يصومون النهار ويقومون الليل، يأكلون الشجر وما وجدوا، فقعدنا إليهم فأثنى ابن الدهقان علي خيرا، فتكلموا فحمدوا الله واثنوا عليه، وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى عيسى بن مريم، قالوا: بعثه الله وولده بغير ذكر، بعثه الله رسوله، وسخر له ماكان يفعل من إحياء الموتى، وخلق الطير، وابراء الأعمى والأبرص، فكفر به قوم وتبعه قوم. وإنما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه. قال: وقالوا قبل ذلك: يا غلام، ان لك ربا، وإن لك معادا، وإن بين يديك جنة ونارا إليها تصير، وإن هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة لا يرضى الله بما يصنعون وليسوا على دين، فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرف وانصرفت معه، ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن، فلزمتهم فقالوا: يا غلام، إنك غلام، وانك لا تستطيع أن تصنع كما نصنع، فكل واشرب وصل ونم.
قال: فاطلع الملك على صنيع ابنه، فركب الخيل حتى أتاهم في برطيلهم، فقال: ياهؤلاء، قد جاورتموني فأحسنت جوراكم ولم تروا مني سوءا، فعمدتم إلى ابني فافسدتموه علي، قد أجلتكم ثلاثا، فإن قدرت عليكم بعد ثلاث أحرقت عليكم برطيلكم هذا فالحقوا ببلادكم، فاني أكره أن يكون مني إليكم سوء. قالوا: نعم، ماتعمدنا اساءتك، ولا أردنا إلا الخير، فكف ابنه عن إتيانهم فقلت له: اتق الله، فانك تعرف أن هذا الدين دين الله، وإن أباك ونحن على غير دين، إنما هم عبدة النيران لا يعرفون الله، فلا تبع آخرتك بدنيا غيرك. قال: يا سلمان، هو كما تقول، وإنما أتخلف عن القوم بقيا عليهم ان اتبعت القوم يطلبني أبي في الخيل، وقد جزع من إتياني إياهم حتى طردهم، وقد أعرف أن الحق في أيديهم. قلت: أنت اعلم، ثم لقيت اخي فعرضت عليه فقال: انا مشتغل بنفسي وطلب المعيشة، فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه فقالوا: يا سلمان، قد كنا نحذر، فكان ما رأيت، اتق الله واعلم أن الدين ما أوصيناك به، وإن هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله ولا يذكرونه، فلا يخدعنك أحد عن ذلك. قلت: ما أنا بمفارقكم.
قالوا: إنك لا تقدر على أن تكون معنا، نحن نصوم النهار ونقوم الليل ونأكل الشجر وما أصبنا، وأنت لا تستطيع ذلك. قال: قلت: لا أفارقكم. قالوا: أنت اعلم قد اعلمناك حالنا فإذا أبيت فاطلب أحدا يكون معك، واحمل معك شيئا تأكله لا تستطيع مانستطيع نحن. قال: ففعلت، فلقيت أخي فعرضت عليه فأبى، فأتيتهم فتحملوا فكانوا يمشون وأمشي معهم، فرزقنا الله السلامة حتى أتينا الموصل، فأتينا بيعه بالموصل، فلما دخلوا حفوا بهم وقالوا: أين كنتم؟ قالوا: كنا في بلاد لا يذكرون الله، بها عباد نيران فطردونا فقدمنا عليكم، فلما كان بعد قالوا: يا سلمان، إن ههنا قوما في هذه الجبال هم أهل دين وإنا نريد لقاءهم، فكن أنت ههنا مع هؤلاء فإنهم أهل دين، وسترى منهم ما تحب، قلت: ما أنا بمفارقكم. قال: وأوصوا بي أهل البيعة فقال أهل دين البيعة: أقم معنا فإنه لا يعجزك شيء يسعنا. قلت: ما انا بمفارقكم.
(يتبع...)
(تابع... 1): - قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين... ...
فخرجوا وأنا معهم، فأصبحنا بين الجبال، فإذا صخرة وماء كثير في جرار وخبز كثير، فقعدنا عند الصخرة، فلما طلعت الشمس خرجوا من بين تلك الجبال، يخرج رجل رجل من مكانه كأن الارواح انتزعت منهم حتى كثروا، فرحبوا بهم وحفوا وقالوا: أين كنتم لم نركم؟ قالوا: كنا في بلاد لا يذكرون اسم الله فيها عبدة النيران، وكنا نعبد الله فيها فطردونا، فقالوا: ماهذا الغلام؟ قال: فطفقوا يثنون علي، وقالوا: صحبنا من تلك البلاد فلم نر منه إلا خيرا. قال: فو الله إنهم لكذا إذ طلع عليهم رجل من كهف رجل طويل، فجاء حتى سلم وجلس، فحف به أصحابي الذين كنت معهم وعظموه، وأحدقوا به فقال لهم: أين كنتم؟ فأخبروه فقال: وما هذا الغلام معكم؟ فأثنوا علي خيرا، وأخبروه باتباعي إياهم، ولم أر مثل إعظامهم إياه، فحمد الله واثنى عليه، ثم ذكر من أرسل من رسله وأنبيائه، وما لقوا وما صنع بهم حتى ذكر مولد عيسى بن مريم، وانه ولد بغير ذكر، فبعثه الله رسولا، وأجرى على يديه إحياء الموتى وابراء الأعمى والأبرص، وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأنزل عليه الإنجيل وعلمه التوراة، وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل، فكفر به قوم وآمن به قوم، وذكر بعض ما لقي عيسى بن مريم، وأنه كان عبدا انعم الله عليه، فشكر ذلك له ورضي عنه حتى قبضه الله، وهو يعظمهم ويقول: اتقوا الله والزموا ما جاء عيسى به، ولا تخالفوا فيخالف بكم، ثم قال: من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ. فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام والشيء، وقام اليه أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه، فقال لهم: الزموا هذا الدين وإياكم أن تفرقوا واستوصوا بهذا الغلام خيرا، وقال لي: هذا دين الله الذي ليس له دين فوقه وما سواه هو الكفر.
قال: قلت: ما أفارقك. قال: إنك لن تستطيع أن تكون معي، إني لا أخرج من كهفي هذا إلا كل يوم أحد، لا تقدر على الكينونة معي. قال: وأقبل على أصحابه فقالوا: يا غلام، إنك لا تستطيع أن تكون معه. قلت: ما أنا بمفارقك. قال: يا غلام، فإني أعلمك الآن، إني أدخل هذا الكهف ولا أخرج منه إلى الأحد الآخر، وأنت أعلم. قلت: ما أنا بمفارقك. قال له أصحابه: يا فلان، هذا غلام ونخاف عليه. قال: قال لي: أنت أعلم. قلت: إني لا أفارقك. فبكى أصحابي الاولون الذين كنت معهم عند فراقهم إياي. فقال: خذ من هذا الطعام ما ترى أنه يكفيك إلى الأحد الآخر، وخذ من هذا الماء ما تكتفي به ففعلت، وتفرقوا وذهب كل انسان إلى مكانه الذي يكون فيه، وتبعته حتى دخل الكهف في الجبل فقال: ضع ما معك وكل واشرب، وقام يصلي، فقمت معه أصلي قال: وانفتل الي فقال: إنك لا تستطيع هذا، ولكن صل ونم، وكل واشرب، ففعلت فما رأيته لا نائما ولا طاعما إلا راكعا وساجدا إلى الاحد الآخر. فلما أصبحنا قال: خذ جرتك هذه وانطلق، فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة، واذا هم قد خرجوا من تلك الجبال، واجتمعوا إلى الصخرة ينتظرون خروجه، فقعدوا وجاد في حديثه نحو المرة الأولى. فقال: الزموا هذا الدين ولا تفرقوا، واتقوا الله واعلموا أن عيسى بن مريم كان عبد الله انعم الله عليه، ثم ذكروني فقالوا: يا فلان، كيف وجدت هذا الغلام؟ فاثنى علي وقال: خيرا. فحمدوا الله، فإذا خبز كثير وماء، فأخذوا وجعل الرجل يأخذ بقدر ما يكتفي به ففعلت، وتفرقوا في تلك الجبال ورجع إلى كهفه ورجعت معه.
فلبث ماشاء الله، يخرج في كل يوم احد ويخرجون معه، ويوصيهم بما كان يوصيهم به، فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد الله ووعظهم وقال مثل ماكان يقول لهم، ثم قال لهم آخر ذلك: يا هؤلاء، إني قد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وأنه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا، ولا بد لي من إتيانه، فاستوصوا بهذا الغلام خيرا، واني رأيته لا بأس به، قال: فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم، وقالوا: يا أبا فلان، أنت كبير وأنت وحدك، ولا نأمن أن يصيبك الشيء ولسنا أحوج ما كنا إليك. قال: لا تراجعوني لا بد لي من إتيانه ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا وافعلوا وافعلوا. قال: قلت: ما أنا بمفارقك. قال: يا سلمان، قد رأيت حالي وماكنت عليه وليس هذا لك، إنما أمشي أصوم النهار وأقوم الليل، ولا أستطيع أن أحمل معي زادا ولاغيره ولا تقدر على هذا. قال: قلت: ما أنا بمفارقك. قال: أنت أعلم قالوا: يا أبا فلان، إنا نخاف عليك وعلى هذا الغلام. قال: هو أعلم قد أعلمته الحالة، وقد رأى ماكان قبل هذا. قلت: لا أفارقك. فبكوا وودعوه وقال لهم: اتقوا الله وكونوا على ما أوصيتكم به، فإن أعش فلعلي أرجع اليكم، وإن أمت فإن الله حي لا يموت، فسلم عليهم وخرج وخرجت معه، وقال لي: احمل معك من هذا الخبز شيئا تأكله.
فخرج وخرجت معه يمشي واتبعه، يذكر الله، ولا يلتفت ولا يقف على شيء حتى إذ امسى قال: يا سلمان صل أنت ونم، وكل واشرب، ثم قام هو يصلي إلى أن انتهى إلى بيت المقدس، وكان لا يرفع طرفه إلى السماء حتى انتهينا إلى بيت المقدس، واذا على الباب مقعد قال: يا عبد الله، قد ترى حالي فتصدق علي بشيء، فلم يلتفت إليه ودخل المسجد ودخلت معه، فجعل يتتبع أمكنة من المسجد يصلي فيها، ثم قال: يا سلمان، إني لم أنم منذ كذا وكذا ولم أجد طعم نوم، فإن أنت جعلت لي أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا نمت، فاني أحب أن أنام في هذا المسجد وإلا لم أنم. قال: قلت: فإني أفعل. قال: فانظر إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني إذا غلبتني عيني، فنام فقلت في نفسي: هذا لم ينم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك، لأدعنه ينام حتى يشتفى من النوم.
وكان فيما يمشي وأنا معه يقبل علي فيعظني، ويخبرني أن لي ربا وأن بين يديه جنة ونارا وحسابا، ويعلمني بذلك ويذكرني نحو ما كان يذكر القوم يوم الاحد حتى قال فيما يقول لي: يا سلمان، الله تعالى سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهامة - وكان رجلا أعجميا لا يحسن أن يقول تهامة ولامحمد - علامته انه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم، وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب، فأما أنا فاني شيخ كبير ولا أحسبني ادركه، فإن أدركته أنت فصدقه واتبعه. قلت: وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه؟ قال: وإن أمرك فإن الحق فيما يجيء به، ورضا الرحمن فيما قال.
فلم يمض إلا يسير حتى استيقظ فزعا يذكر الله تعالى فقال: يا سلمان، مضى الفيء من هذا المكان ولم أذكر الله، أينما جعلت لي على نفسك؟ قال: قلت: أخبرتني أنك لم تنم منذ كذا وكذا، وقد رأيت بعض ذلك فاحببت أن تشتفي من النوم فحمد الله، فقام وخرج فتبعته فقال المقعد: يا عبد الله، دخلت فسألتك فلم تعطني، وخرجت فسألتك فلم تعطني، فقام ينظر هل يرى أحد فلم يره، فدنا منه فقال: ناولني يدك، فناوله فقال: قم بسم الله، فقام كأنه نشط من عقال صحيحا لا عيب فيه، فخلى عن يده، فانطلق ذاهبا فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه، فقال لي المقعد: يا غلام، أحمل على ثيابي حتى أنطلق وأبشر أهلي، فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي علي.
فخرجت في أثره أطلبه، وكلما سالت عنه قالوا: أمامك. حتى لقيني الركب من كلب فسألتهم، فلما سمعوا لغتي أناخ رجل منهم بعيره فحملني، فجعلني خلفه حتى بلغوا بي بلادهم قال: فباعوني فاشترتني امرأة من الانصار فجعلتني في حائط لها، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت به، فأخذت شيئا من تمر حائطي فجعلته على شيء، ثم أتيته فوجدت عنده اناسا، واذا أبو بكر أقرب القوم منه، فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت صدقة. فقال للقوم: كلوا ولم يأكل هو، ثم لبثت ما شاء الله، ثم اخذت مثل ذلك فجعلته على شيء، ثم أتيته به فوجدت عنده أناسا، واذا أبو بكر أقرب القوم منه، فوضعته بين يديه فقال: ماهذا؟ قلت: هدية. قال: بسم الله، فأكل وأكل القوم، قال: قلت: في نفسي هذه من آياته، كان صاحبي رجلا أعجميا لم يحسن أن يقول تهامة قال تهمة، وقال أحمد فدرت خلفه ففطن بي فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الايسر، فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله.
قال: من أنت؟ قلت: مملوك، فحدثته بحديثي وحديث الرجل الذي كنت معه وما امرني به، قال: لمن أنت؟ قلت: لامرأة من الانصار جعلتني في حائط لها. قال: يا أبا بكر، قال: لبيك... قال: اشتره. قال: فاشتراني أبو بكر فاعتقني، فلبثت ما شاء الله أن ألبث، ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله، ما تقول في دين النصارى؟ قال: لا خير فيهم ولا في دينهم، فدخلني أمر عظيم فقلت في نفسي: هذا الذي كنت معه ورأيت منه ما رأيت، أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه، لا خير في هؤلاء ولا في دينهم، فانصرفت وفي نفسي ماشاء الله، فأنزل الله بعد على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم علي بسلمان، فأتاني الرسول فدعاني وأنا خائف، فجئت حتى قعدت بين يديه، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {قسيسين} قال: علماؤهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: القسيسون. عبادهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن اسحق قال: سألت الزهري عن هذه الآية
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله
-
- أخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس "ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني إذا أكلت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي، واني حرمت علي اللحم، فنزلت
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في مراسليه وابن جرير عن أبي مالك في قوله
وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة "أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا آكل اللحم، قال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم لا أنام على الفراش، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا، لكني أصوم وأفطر، وأنام وأقوم، وآكل اللحم، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
وأخرج البخاري ومسلم وابن أبي شيبة والنسائي وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي في سننه وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود قال "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء، فقلنا ألا نستخصي؟ فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأ عبد الله
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هموا بالخصاء، وترك اللحم والنساء، فنزلت هذه الآية
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة. أن عثمان بن مظعون في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال الآخر: لا أنام على فراش، وقال الآخر: لا أتزوج النساء، وقال الآخر: أصوم ولا أفطر، فأنزل الله
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي في قوله
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي قلابة قال "أراد أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفضوا الدنيا، ويتركوا النساء ويترهبوا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فغلظ فيهم المقالة، ثم قال: إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم. قال: ونزلت فيهم
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي عبد الرحمن قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا آمركم ان تكونوا قسيسين ورهبانا".
وأخرج ابن جرير عن السدي قال "ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما فذكر الناس، ثم قام ولم يزدهم على التخويف، فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عشرة، منهم علي بن أبي طالب، وعثمان بن مظعون: ما حقنا أن لم نحدث عملا، فإن النصارى قد حرموا على أنفسهم فنحن نحرم، فحرم بعضهم أكل اللحم والودك وأن يأكل منها، وحرم بعضهم النوم، وحرم بعضهم النساء، فكان عثمان بن مظعون ممن حرم النساء، وكان لا يدنو من اهله ولا يدنون منه، فأتت امرأته عائشة - وكان يقال لها الحولاء - فقالت لها عائشة ومن حولها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ما بالك يا حولاء متغيرة اللون لا تمتشطين ولا تتطيبين؟! فقالت: وكيف أتطيب وأمتشط وما وقع علي زوجي ولا رفع عني ثوبا منذ كذا وكذا، فجعلن يضحكن من كلامها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن يضحكن، فقال: ما يضحككن؟ قالت: يا رسول الله، الحولاء سالتها عن أمرها فقالت: ما رفع عني زوجي ثوبا منذ كذا وكذا، فأرسل إليه فدعاه فقال: ما بالك يا عثمان؟، قال: إني تركته لله لكي أتخلى للعبادة، وقص عليه أمره، وكان عثمان قد أراد أن يجب نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقسمت عليك إلا رجعت فواقعت أهلك، فقال: يا رسول الله إني صائم! قال: أفطر. قال: فأفطر وأتى أهله، فرجعت الحولاء إلى عائشة قد اكتحلت وامتشطت وتطيبت، فضحكت عائشة فقالت: مالك يا حولاء؟ فقالت: انه أتاها أمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم، إلا اني أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني، فنزلت
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال "أراد رجال منهم عثمان بن مظعون، وعبد الله بن عمرو، أن يتبتلوا ويخصوا أنفسهم ويلبسوا المسوح، فنزلت
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة. أن عثمان بن مظعون، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، والمقداد بن الأسود، وسالما مولى أبي حذيفة، وقدامة، تبتلوا فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح، وحرموا طيبات الطعام واللباس، إلا ما يأكل ويلبس السياحة من بني إسرائيل، وهموا بالاختصاء، وأجمعوا لقيام الليل، وصيام النهار، فنزلت
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال "إن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم عثمان بن مظعون حرموا اللحم والنساء على أنفسهم، وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا لعبادة ربهم، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أردتم؟ قالوا: أردنا أن نقطع الشهوة عنا، ونتفرغ لعبادة ربنا، ونلهو عن الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أؤمر بذلك، ولكني أمرت في ديني أن أتزوج النساء، فقالوا: نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله
وأخرج ابن مردويه عن الحسن العرني قال: كان علي في أناس ممن أرادوا أن يحرموا الشهوات، فأنزل الله
وأخرج أبو الشيخ من طريق ابن جريج عن المغيرة بن عثمان قال "كان عثمان بن مظعون، وعلي، وابن مسعود، والمقداد، وعمار، أرادوا الاختصاء، وتحريم اللحم، ولبس المسوح في أصحاب لهم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون، فسأله عن ذلك، فقال: قد كان بعض ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنكح النساء، وآكل اللحم، وأصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وألبس الثياب، لم آت بالتبتل ولا بالرهبانية، ولكن جئت بالحنيفية السمحة، ومن رغب عن سنتي فليس مني، قال ابن جريج: فنزلت هذه الآية
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم "أن عبد الله بن رواحة ضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفهم انتظارا له، فقال لامرأته: حبست ضيفي من أجلي هو حرام علي. فقالت امرأته: هو علي حرام. قال الضيف: هو علي حرام، فلما رأى ذلك وضع يده وقال: كلوا بسم الله، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أصبت. فأنزل الله
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن:
وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال: قلت: لإبراهيم في هذه الآية
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في الآية قال: هو الرجل يحلف لا يصل أهله، أو يحرم عليه بعض ما أحل الله له، فيأتيه ويكفر عن يمينه.
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني من طرق عن ابن مسعود. ان معقل بن مقرن قال له: إني حرمت فراشي علي سنة. فقال: نم على فراشك وكفر عن يمينك، ثم تلا
وأخرج البخاري والترمذي والدار قطني عن أبي جحيفة قال "آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها: ما شأنك...؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال: كل فاني صائم قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال: نم، فنام ثم ذهب يقوم فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصليا فقال له سلمان: أن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: صدق سلمان".
وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن بحسبك ان تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فاذن ذلك صيام الدهر كله. قلت: إني أجد قوة. قال: فصم صيام نبي الله داود لا تزد عليه. قلت: وما كان صيام نبي الله داود؟ قال: نصف الدهر".
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن سعيد بن المسيب "أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو، لما تبتلوا وجلسوا في البيوت، واعتزلوا وهما بالخصاء، وأجمعوا على قيام الليل وصيام النهار فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم فقال: أما أنا فاني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن عائشة قالت "دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم علي، وهي باذة الهيئة فسألتها ماشأنك؟ فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عثمان، ان الرهبانية لم تكتب علينا، اما لك في أسوة؟ فوالله إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا".
وأخرج عبد الرزاق عن أبي قلابة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من: تبتل فليس منا".
(يتبع...)
(تابع... 1): - قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم... ...
وأخرج ابن سعد عن ابن شهاب "أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس لك في أسوة؟ فاني آتي النساء، وآكل اللحم، وأصوم وأفطر، ان خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من خصى او اختصى".
وأخرج ابن سعد عن أبي بردة قال "دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فرأينها سيئة الهيئة، فقلن لها: مالك؟ فقالت: مالنا منه شيء، أما ليله فقائم، وأما نهاره فصائم، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرن ذلك له، فلقيه فقال يا عثمان بن مظعون، أما لك في أسوة؟ قال: وما ذاك؟ قال: تصوم النهار وتقوم الليل. قال: إني لأفعل. قال: لا تفعل، ان لعينك عليك حقا، ان لجسدك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فصل ونم، وصم وأفطر، قال: فاتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس، فقلن لها مه؟ قالت: أصابنا ما أصاب الناس".
وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة "أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه، فقال: يا عثمان، إن الله لم يبعثني بالرهبانية مرتين أوثلاثة، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة".
وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال "كانت امرأة عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة تحب اللباس والهيئة لزوجها، فزارتها عائشة وهي تفلة، قالت: ماحالك هذه؟ قالت: ان نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وعثمان بن مظعون، قد تخلوا للعبادة وامتنعوا من النساء وأكل اللحم، وصاموا النهار وقاموا الليل، فكرهت ان أريه من حالي ما يدعوه إلى ما عندي لما تخلى له، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم نعله، فحمله بالسبابة من اصبعه اليسرى، ثم انطلق سريعا حتى دخل عليهم، فسألهم عن حالهم، قالوا: أردنا الخير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني إنما بعثت بالحنيفية السمحة، وإني لم أبعث بالرهبانية البدعة، إلا و ان أقواما ابتدعوا الرهبانية فكتبت عليهم فما رعوها حق رعايتها، إلا فكلوا اللحم، وأتوا النساء، وصوموا وأفطروا، وصلوا وناموا، فإني بذلك أمرت".
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
وأخرج عبد الرزاق عن عثمان بن عفان قال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بفتية فقال: من كان منكم ذا طول فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء".
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لأحببت أن يكون لي فيه زوجة.
وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب. أنه قال لرجل: اتزوجت؟ قال: لا. قال: إما أن تكون أحمق، وإما أن تكون فاجرا.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن إبراهيم بن ميسرة قال: قال لي طاوس: لتنكحن أو لأقول لك ما قال عمر لأبي الزوائد، مايمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور.
وأخرج عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال: مثل الأعزب كمثل شجرة في فلاة تقلبها الرياح هكذا وهكذا.
وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن هلال، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال "تناكحوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة".
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن سعد بن أبي وقاص قال "لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له في ذلك لاختصينا".
وأخرج ابن سعد والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون "أنه قال: يا رسول الله، إني رجل تشق علي هذه العزبة في المغازي، فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء؟ فأختصي. قال: لا، ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فإنه مجفر".
وأخرج أحمد عن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل".
وأخرج ابن أبي شيبة عن سمرة "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل".
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس "أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، وقال بعضهم أصوم ولا أفطر، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في سننه عن عبيد الله بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أحب فطرتي فليستن بسنتي، ومن سنتي النكاح".
وأخرج البيهقي في سننه عن ميمون أبي المغلس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان موسرا لأن ينكح فلم ينكح فليس منا".
وأخرج عبد الرزاق عن أيوب. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من استن بسنتي فهو مني، ومن سنتي النكاح".
وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أبي ذر قال "دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له عكاف بن بشير التميمي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من زوجة؟ قال: لا. قال: ولا جارية؟ قال: ولا جارية. قال: وأنت موسر بخير؟ قال: نعم. قال: أنت إذا من إخوان الشياطين، لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم، ان من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشيطان تتمرسون؟ ماللشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء، إلا المتزوجين أولئك المطهرون المبرأون من الخنا، ويحك يا عكاف! إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف فقال له بشير بن عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلثمائة عام، يصوم النهار ويقوم الليل، ثم انه كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة ربه، ثم استدركه الله ببعض ما كان منه فتاب عليه، ويحك يا عكاف! تزوج وإلا فأنت من المذبذبين".
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عطية بن بسر المازني قال "جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عكاف ألك زوجة؟ قال: لا. قال: ولا جارية؟ قال: لا. قال: وأنت صحيح موسر؟ قال: نعم، والحمد لله. قال: فأنت إذا من الشياطين، إما أن تكون من رهبانية النصارى فأنت منهم، وإما أن تكون منا فتصنع كما نصنع، فإن من ستنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشيطان تتمرسون، ماله في نفسه سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجون المطهرون المبرأون من الخنا، ويحك يا عكاف.! تزوج إنهن صواحب داود، وصواحب أيوب، وصواحب يوسف، وصواحب كرسف، فقال عطية من كرسف يا رسول الله؟ فقال: رجل من بني إسرائيل على ساحل من سواحل البحر يصوم النهار، ويقوم الليل، لا يفتر من صلاة ولا صيام، ثم كفر من بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها فترك ما كان عليه من عبادة ربه عز وجل، فتداركه الله بما سلف منه فتاب الله عليه، ويحك.! تزوج وإلا فإنك من المذبذبين".
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي نجيح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان موسرا لأن ينكح فلم ينكح فليس مني".
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن أبي نجيح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مسكين مسكين، مسكين رجل ليست له امرأة. قيل يا رسول الله، وإن كان غنيا ذا مال؟ قال: وإن كان غنيا من المال. قال: ومسكينة مسكينة مسكينة، امرأة ليس زوج، قيل: يا رسول الله، وإن كانت غنية ومكثرة من المال، قال: وإن كانت". قال البيهقي: أبو نجيح اسمه يسار، وهو والد عبد الله بن أبي نجيح، والحديث مرسل".
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبيهقي عن أنس قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة، وينهانا عن التبتل نهيا شديدا، ويقول: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة".
وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الباقي".
وأخرج البيهقي من وجه آخر عن أنس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي".
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: كان في بني إسرائيل رجل عابد، وكان معتزلا في كهف له، فكان بنو إسرائيل قد اعجبوا بعبادته، فبينما هم عند نبيهم إذ ذكروه فأثنوا عليه، فقال النبي: إنه لكما تقولون لولا أنه تارك لشيء من السنة وهو التزوج.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن شداد بن أوس أنه قال: "زوجوني فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن لا ألقى الله عزبا".
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: قال معاذ في مرضه الذي مات فيه: زوجوني إني أكره أن ألقى الله عزبا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال: يكفن الرجل في ثلاثة أثواب، لا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين.
|